تعقيبا على ما جاء به "حمدوش إبراهيم" في مذكراته الموسومة بـ "فصل من حياتي الثورية" - تاريخ بني يلمان

أحدث المواضيع

هام


سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

Post Top Ad

السبت، 10 أبريل 2021

تعقيبا على ما جاء به "حمدوش إبراهيم" في مذكراته الموسومة بـ "فصل من حياتي الثورية"

 تعقيبا على ما جاء به "حمدوش إبراهيم" في مذكراته الموسومة بـ "فصل من حياتي الثورية" الصادرة عن دار الوعي..صفحات: 70 - 75.


1- في قرية ملوزة:
استهل المجاهد المذكور بتطرقه إلى التاريخ الذي دخل فيه إلى قرية "أم اللوزة" (أولاد جلال) التي تُعرف اليوم بـ"ونوغة" (نسبة إلى إقليم ونوغة الممتد ما بين البيبان وسور العزلان)، وذلك في الثاني من شهر ماي 1956، وكيف خرجت جموع السكان هناك واستقبالهم بحفاوة لا نظير لها مرددين الأناشيد والأغاني الوطنية وسط زغاريد النساء على الرغم من وجود قريتهم بالقرب من مركز عسكري فرنسي (يقصد به مركز الصاص بأولاد ثاير - برج بوعريريج. هذا المركز كان يعج بالحركى في صفوف الجيش الفرنسي باستثناء رجال منطقة بني يلمان)، ثم يُعرّج إلى ذِكر الخطاب الذي ألقاه القائد "عمر ميرة" (ضح سطر تحت هذا الإسم)، وبعد أن مكثوا ثلاث أيام خرجت المجموعات من "أم اللوزة" إلى وجهات أخرى، فوج اتجه صوب الدريعات وكان بقيادة "سي العربي" من أقبو (بجاية)، والفوج الثاني بقياة "عمر ميرة" اتجه صوب سلاطنة بنواحي المنصورة، وهذا الفوج كان من ضمنه صاحب المذكرات.
ولعل اللافت في هذا هو أن "حمدوش إبراهيم" لم يذكر سبب قدوم مجموعات جيش جبهة التحرير إلى الجهة ولم يُشر إلى ذلك ولو تلميحا (!!).
لأنه لا يخفى علينا أن المجموعات المسلحة التابعة لجيش الحركة الوطنية (MNA) هي أول من دخلت الجهة (بداية عام 1955) وانتشرت عبر ربوع قراها ومداشرها المتناثرة هنا وهناك بما فيها قرية "أم اللوزة" التي ستشهد بعد تاريخ 2 ماي 1956 بأيام قليلة أول عملية نوعية قام بها المصاليون وبمساعدة بعض رجال المنطقة بتخريب "دار القايد" و"المدرسة" التي شيدتها السلطات الفرنسية..
كما يذكر "عبد الحفيظ أمقران" في مذكراته بأن القائد عميروش عندما كان في قرية موقة (قلب جبال البيبان)، بعد ما وقعت حادثة "البغلة" في شهر ماي 1956، قام بإرسال كتيبة هامة من المجاهدين ومسبلين إلى ناحية المسيلة للتبشير بالثورة..ويضيف أمقران الذي كان وقتها إلى جانب عميروش أن من بين التعليمات التي أعطاها هي تنظيم الجماهير في نواحي أولاد ثاير (بن داود)، والدريعات، وملوزة، وونوغة (!!)، وقد كانت الكتيبة بقيادة "الحسن أوشملاخ" ومساعدة "محمود معمري".
فهل تستر ساكنة "أم اللوزة" عن المجموعات المصالية وتحركاتها في الجهة خاصة وأن محمد بلونيس الذي فرّ هاربا بعد معركة بني يعلا في شهر أفريل 1956 والتحق بمن سبقه من المصاليين قبل قدوم المجموعات المسلحة التابعة لجيش جبهة التحرير (FLN/ALN)!؟
2- الهجوم على جماعة بلونيس:
ودون أن يحدد صاحب المذكرات تاريخ الهجوم هذا راح يقول "اجتمعت المجوعات الثلاث تحت قيادة أحسن أومالو (ضع سطرا تحت هذا الإسم) ورسمت خطة اقتحام المدينة (أعتقد أنه يقصد مدينة القصبة). خرجنا إليها في سرية تامة مع حلول الظلام بأستاره وأحكمنا الحصار بمجموعتين، وقبل الفجر اندفعت المجموعة الثالثة التي كنت فيها واقتحمنا التجمع السكاني الصغير مباغتين من كان فيه على حين غفلة منهم". وقد تمكنت مجموعة من أتباع بلونيس مكوّنة من حوالي 14 عنصرا باتخاذ مسلك في احدى المنحدرات قليل الوعورة لتتخذ في مكان منبسط أسفل القرية وتمكت فيه، يضيف: ولما أضاء نور النهار أبصرناهم، فنادينا عليهم فسلموا أنفسهم طائعين دون مقاومة (!!!). وهؤلاء (أي 14 مسلح) فيما بعد انضموا إلى صفوف جيش جبهة التحرير الوطني. أما بلونيس الذي نعثر له على أثر بعد تفتيشنا للمكان تبيّن فيما استقيناه لاحقا من الذين سلموا أنفسهم أنه اندس وسط النسوة في أحد البيوت وهو يرتدي لباسا نسويا.
ولئن لم يحدد لنا تاريخ هذه الحادثة (الخيالية)، فإن "عبد العزيز وعلي" قد ذكر وقائعا غير التي قال بها "حمدوش ابرهيم"، يقول واعلي: وصل الملازم (سي محمود "معمري") إلى المكان أواخر شهر جويلية 1956، وعندما شرع على مطاردة فلول بلونيس التي كانت دائما تتحاشى مواجهة فصائل الثورة. ففي أوائل شهر أوت 1956 عندما قرر سي محمود مهاجمتهم في عقر دارهم، وعند تحركت فصائله بعد أن وضع خطة عسكرية محكمة صادف ذلك عملية تمشيط ضخمة وشاملة في قرية أهل الواد (تتبع أم اللوزة) على إثر وشاية وصلت القوات الفرنسية، وهو ما دفع بوقوع اصطدام بين وحدات من جيش جبهة التحرير والقوات الفرنسية أدت إلى معركة طاحنة استغرقت يوما كاملا، تكبد فيها العدو خسائر فادحة...
بعد نجاح جيش الجبهة - حسب واعلي - في المعركة، قام سي محمود بتطويق مشتى القصبة ببني يلمان في الصباح الباكر وحاصروا بلونيس ونائبه "رابح البراد (من البراردة - سيدي عيسى)" وجماعته المتواجدة في المكان، وما كادت الشمس تبزع حتى استسلت تلك الفصيلة ما عدا بلونيس ونائبه وستة من أفراد جماعته فقد لاذوا بالفرار متنكرين بملابس نسوية إلى الولاية السادسة. هذا وقد سلمت من الفصيلة المذكورة 45 قطعة سلاح، كما أن سي محمود بدلا من ضرب أعنقاهم خيّرهم ما بين أن ينخرطوا في صفوف الجبهة أو العودة إلى ديارهم وأهاليهم، لكن الكثير منهم فضل أن يلتحق بفصائل الثورة..(نترك للقارئ والمتتبع عقد مقارنة بين الروايتين!!!).
3- الذهاب إلى بني يلمان:
يعود بنا صاحب الشهادة فيقول أنه بعد الانتهاء من المهمة في المدينة (مشتى القصبة)، رجعت المجموعتان اللتان قدمتا لدعمنا في الهجوم على بلونيس وجماعته، وفي هذا استخلف "أحسن أومالو" قائد مجموعتنا السابق "عمر ميرة".
ولقد انقسمت مجموعتنا إلى مجموعتين أو فصيليتين، الأولى بقيادة أحسن أومالو ذهب بها إلى نواحي الخرابشة (تارمونت) والهجارسة (سيدي هجرس جنوب بني يلمان) والثانية التي كانت بتعداد 30 فردا اسندت فيها القيادة إلى "سي العربي" وأنا (صاحب الشهادة) نائبا له، وهذه المجموعة توجهت إلى نواحي بني يلمان فكانت تلك أول مسؤولية لي في صفوف جيش جبهة التحرير.
ومما قال: أثناء تنقلنا بين القرى علمنا أن جيش التحرير المصالي الذي انسحب من بني يعلا (بعد معركة وقعت شهر أفريل 1956) مرّ بتلك المنطقة (بني يلمان) واشتبك مع القوات الفرنسية في مناوشة أو معركة (معركة بوخدي ببني يلمان وقعت يوم 21 ماي 1956، وهي المعركة التي حاول نسبها عبد العزيز واعلي إلى جيش الأفلان!!) واستشهد (!!) فيها المدعو الصالح من قرية آث عشاش قرث آث حافظ.
وينقل لنا صاحب الشهادة أن محمد بلونيس استطاع استمالة سكان بني يلمان إلى صفوفه وتجنيد أكبر عدد ممكن من شبابها مستغلا جهلهم بالأوضاع ومجريات الأحداث وفقرهم المدقع، لأن المنطقة شبه صحراوية. هذا ولم تفلح جهودنا في استمالتهم لدعم جيش جبهة التحرير الوطني والعدول عن دعم جماعة بلونيس.
فما قال به بشأن تجنيد شباب بني يلمان في صفوف بلونيس غير صحيح بالمرة، ولو كان كذلك للسبب الذي ذكره وهو الفقر المُدقع لما رفض سكان بني يلمان عرض السلطات الفرنسية بتجنيد الشباب في صفوف الجيش الفرنسي، فبعد معركة بوخدي انتقل قائد عسكري فرنسي إلى مشتى الظهرة (لبيب) الواقع غرب مشتى القصبة، وتم جمع الناس هناك وحثهم على حمل السلاح مع فرنسا على غرار ما تقوم به بقية الأعراش في مركز أولاد ثاير، فكان رد "سعيد بن هلال (تومي)" أن قال رافضا ذلك جملة وتفصيلا، فقال له القائد العسكري الفرنسي: ستقتلون إن لم تحملو السلاح معنا وإن لم تبنى لكم ثكنة على ترابكم !!
وأشار - صاحب المذكرة - أخير بأن بني يلمان كانوا لا يُبدون عدائهم للثورة بقيادة الجبهة، غير أنهم يضمرون ذلك سرا، إلى درجة أنهم غدروا في غير مرة واحدة (يقول: بحسب ما نُقل إليّ من بعض الرفاق) بعناصر من المجاهدين وقتلهم، خاصة السياسين، وهو ما نجم عنه معاقبة القرية لاحقا في ماي 1957. وختم كلامه واضعا ذلك بين قوسين (لم أكن حينها متواجدا في المنطقة).
لقد قدمت بني يلمان دعمها للجبهة وهي من أكدت ذلك في أكثر من مناسبة واحدة (كنا قد تناولنا ذلك في مناشيرنا هنا)، كما أن عملية الوشاية بالساسيين المذكورين (سي ناصر وسي البشير وسي أرزقي) واستشهادهم كانت أسبابها معروفة فالواشي ليس من منطقة بني يلمان كما يدعون زورا، حتى أن قنبلة الطائرات لهم كان بمنطقة العشيشات التابعة لـ"أم اللوزة"، وهي الحادثة التي كثرت حولها الروايات وتعددت لكن مصدرها واحد ومعروف لدينا. وفي اعتقادنا ليس هذا ما تتم بسببه إبادة قرية كاملة يوم 28 ماي 1957 تحت أنظار الطيران الفرنسي وحراسة القوات البرية لها بقيادة النقيب غامبيط قائد مركز الصاص بأولاد ثاير.
هذه الجريمة كان قد نفذها كل من "أحسن أومالو" و"عمر ميرة" جنبا إلى جنب النقيب أعراب والملازم الباريكي. وصاحب المذكرة الذي كان ينشط ضمن المجموعة ما كان له أن يضع تلك الملاحظة بين قوسين!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad