ودون الخوض في الأسباب الواهية التي سيقت هنا وهناك كدخول المصاليين إلى بني يلمان مع أن جلّ مناطق القبائل مصاليون من بلونيس إلى جنوده وأتباعه، وحتى عند استقرارهم بالقصبة كان لهم أتباع من القرى والأعراش المجاورة، مثل ملوزة (أولاد جلال)، والخرابشة، والصمة، وأولاد الضاعن، وأولاد طريف، وأولاد عنان، والمسدور، وبرج أخريص، وسيدي هجرس، والبراردة..وواقعة استشهاد سي ناصر (الحارث بوثريدي) وسي البشير بعد وشاية (م.ع) من المنطقة التي سقطوا فيها، هذه الحادثة لها ست (06) روايات متناقضة متضاربة مصدرها ومنبعها واحد..ومقتل سي مزيان ڨاية من بجاية الذي غدر به (أ.ب) من سيدي هجرس وهو ممن حمل بطاقة الجهاد بعد الإستقلال، وكذا سي قاسي من أهل القصر الذي هو الآخر غدر به (س.ب) من برج بوعريريج وحمل بطاقة الجهاد..
سأنقل ما جاء في تقرير الملازم عبد القادر الباريكي بالحرف الواحد "29 ماي 1957 اشتباك بين قواتنا وقوات مصالية في بني يلمان من الساعة (07:00) صباحا إلى الساعة (19:00)، خسارتنا 16 جنديا و24 جريحا، بينما خسائر العدّو عدد لا يحصى. قنبلة بالطيران الفرنسي: تسقط طائرة واحدة".
يتحدث عن معركة يوم 29 ماي، أي في اليوم الموالي على وقوع الجريمة التي أودت بـ 375 شخص، ويا ليته قال وأضاف أنهم خاضوها ضد 600 أرملة ويتم من بني يلمان حتى تكتمل الصورة البطولية ويتم المشهد. وعن 16 الذين سقطوا فلم يكونوا سوى مجاهدين وطنيون أعدموا لأنهم رفضوا أن تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء العزل الذين نكلّ بهم الملازم الباريكي والملازم الثايري ومن معه. أما الطيران الذي حلق بسماء القصبة فهذه سابقة أثبتها الباريكي من الطرف الأخر بعد أن كان أهالي بني يلمان يروون ذلك، فضلا عن العدو الفرنسي، وبذلك تجمع كل الأطراف: الفرنسية والجبهة وأهالي المنطقة من بني يلمان أن الطيران الفرنسي حلّق بسماء المنطقة يوم الجريمة في 28 ماي 1957، وعلى كلٍ العقيد محمدي السعيد والنقيب أعراب والملازم الباريكي ومن نفذ الجريمة من الجنود والمدنيين متورطون إلى أخمص قديمهم وأن ما قوموا به لا يوجد ما يبرره، ويتحمل معهم اليوم وزر الجريمة من يروّج للأسباب الواهية التي لم تكن مقنعة ويرفضها العقل والمنطق معا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق