بني_يلمان: بين التصفية والمؤامرة...
قد لا أخفي سرا إذا قلت أنني في بداية الطريق كنت أرى أن ما وقع ببني يلمان يوم الثلاثاء 28 ماي 1957، أين أجهز على أزيد من 300 شخص بينهم أطفال ومجانين ومكفوفين..و..و..في يوم واحد، لا يعدو أن يكون تصفية حسابات بين "الحركة الوطنية الجزائرية"(المصالية) و"جبهة التحرير الوطني"، لكن بعد تعمقي في التفاصيل والبحث في نقاط الظل وقراءة ما بين السطور تبين لي وعن قناعة راسخة أنها جريمة فرنسية بامتياز نفذها جزائريون، بحيث يتحمل مسؤوليتها كل من العقيد محمدي السعيد قائد الولاية الثالثة، ونقيب المنطقة الثانية أعراب أوداك، والملازم عبد القادر الباريكي قائد الناحية الرابعة، أما الجنود فكانوا من منطقة القبائل عددهم تجاوز الـ 350 مسلحا وبمشاركة مدنيين من قرى وأعراش مجاورة كانوا يحملون ألآت حادة..
وأعلم جيدا أن البعض من المتتبعين ببني يلمان - هنا - يتهمونني بأني أقع في تناقضات كثيرة وأعمل على تحريف الحقائق عن مسارها، وبأنني أروّج لرواية باطلة لا أساس لها من الصحة لأبرئ ساحة "ما" من الجريمة، أجيبهم وأقول ولا زلت على سابق كلامي الذي لا ألزم به أحدا، إن ما وقع بمشتى القصبة يوم 28 ماي جريمة بشعة راح ضحيتها مواطنون عزل، هذه المجزرة نفذها جنود من منطقة القبائل بمعية مدنيين يقودهم الملازم عبد القادر الباريكي، لكن الذي خطط للمؤامرة هم أجهزة مخابرات فرنسا على رأسهم النقيب غامبيط وضباط آخرون بـ "المكتب الخامس"، وقد سردت في ذلك أدلة أدعم بها وجهة نظري.
وأما الذي يرى أنها تدخل في إطار التصفيات الجسدية أطرح عليه الأسئلة التالية لعلي أجد عندهم إجابات مقنعة مؤسسة على أدلة علمية، بعيدا عن الذاتية، لماذا لم نسمع بتصفيات بهذه البشاعة في منطقة القبائل وغيرها من المناطق التي احتضنت جنود "الحركة الوطنية الجزائرية"(المصالية)؟ ولماذا لم يتم تصفية قرية ملوزة (أولاد جلال) التي انضوى تحت لواءها أزيد من 30 رجلا؟ ولماذا لم يتم تصفيتهم لأن "سي ناصر" و"سي البشير" وآخرون استشهدوا على ترابهم وفوق أرضهم بالعشيشات بعد وشاية تلقتها السلطات الفرنسية من شخص معروف لديهم (م.ع)؟ ولماذا لم يتم تصفية عرش أولاد ثاير لأنهم نالوا من القائد "رابح الثايري" وانتقموا منه شر انتقام؟ ولماذا لم يتم تصفية المناطق الأخرى كأولاد تواتي وأولاد مسلم وبرج أخريص وأولاد عنان والصمة وأولاد طريف وأولاد ثاير وأولاد الضاعن والقصابية والخرابشة والبراردة..و..و.. لأنها مناطق احتضنت جنود الحركة الوطنية الجزائرية وقدمت لهم المساعدات، فضلا عن دخول محمد بلونيس إليها؟ لماذا لم يتم مهاجمة مركز الصاص بأولاد ثاير الذي يعج بالحركى باستثناء بني يلمان؟ وهل من المعقول أن يستجيب أهالي بني يلمان وهم (المصاليون) لنداء عدوهم "الجبهة" بتلك السهولة حتى يتم نحرهم كالخراف والتنكيل بهم؟ ولماذا لم تتدخل الطائرات والقوات البرية يوم المجزرة للانقضاض من جنود جيش التحرير الوطني بقيادة الملازم عبد القادر الباريكي؟...
قبل أن أختم كلمتي أوصي إخواني ببني يلمان بأن ينصرو قضيتهم بعيدا عن التجاذبات السياسية وازدواجية المعايير..على أمل أن ألتقي بكم في الذكرى الـ 62 بمسرح الجريمة مشتى القصبة يوم 28 ماي 2019 إن قدر الله اللقاء والبقاء، وشكرا على تتبعكم واهتمامكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق