دبلوماسية جبهة التحرير الوطني وجهت التهمة لفرنسا - تاريخ بني يلمان

أحدث المواضيع

هام


سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

Post Top Ad

الأحد، 12 مايو 2019

دبلوماسية جبهة التحرير الوطني وجهت التهمة لفرنسا



وقد كانت محقة في ذلك، ولم تكن المصادفة في صالحها أبدا، وما قالته بخصوص جريمة بني يلمان ومن أن فرنسا وراء إبادة الأهالي يوم 28 ماي 1957 صحيح، غير أنها لم تقل من نفذها فعليا وأشرف عليها، فقد اتهمت تارة "الجيش الفرنسي" بارتكابها (جريدة المقاومة، عدد: 08، 10 جوان 1957. وعدد:17، 17 جوان 1957)، وتارة أخرى وجهت أصابع الإتهام إلى "مرتزقة" يعملون لصالح الجيش الفرنسي (جريدة المجاهد، عدد: 27، 22 جويلية 1958)، ومرة أشارت إلى "الحركى" المسلحين في صفوف الجيش الفرنسي. والحقيقة أن الذي نفذ الجريمة هم مجموعات مسلحة تابعة لجيش التحرير الوطني بالولاية الثالثة يقودهم قائد المنطقة الثانية النقيب أعراب أودان وقائد الناحية الرابعة (بني يلمان تقع بالناحية الأولى) الملازم عبد القادر الباريكي (السحنوني). وقد شارك في المجزرة مدنيون من قرى وأعراش مجاورة كانوا يحملون معهم الرفوش والمناجل والفؤوس وكل الألآت الحادة. 
وبعد أن صرّح مسؤول الإعلام الفرنسي "غورلان" بمشتى القصبة أمام الصحافيين قائلا أن المجزرة وقعت كون أهالي بني يلمان أوفياء لفرنسا، مباشرة وفي منتصف الليل أطل على أمواج الاذاعة (ليلة 31 ماي) رئيس الجمهورية ريني كوتي يناشد ضمير العالم المتحضر أن يشهد بالجريمة البشعة التي ارتكبتها جبهة التحرير الوطني.
وفي نيويورك تقدمت دبلوماسية جبهة التحرير الوطني ببرقية مطولة تقول فيها أنه يسعدها أن تضع نفسها تحت تصرف الأمين العام حتى تساعد الأمم المتحدة في مهمة التحقيق بدقة وبلا تحيز في مذبحة ملوزة (بني يلمان) ومما جاء فيها مايلي:"إننا أنفسنا تحت كامل تصرفكم لتسهيل كل مهمة تحقيق تباشرها الأمم المتحدة؛ ونكون لكم شاكرين إذا بلغتم إلى رئيس الجمهورية الفرنسية اقتراحنا الذي لا يمكن منطقيا رفضه في أعقاب ندائه، وإنا لواثقون أن أي تحقيق نزيه سوف يثبت كذب الإتهامات الفرنسية، ويثير سخط الضمير العالمي على أساليب الجيش الفرنسي في الجزائر". هذا الطلب الذي أبلغت به الجبهة الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة قابلته الحكومة الفرنسية بالرفض!!!..وقد أكدت جبهة التحرير في جريدة "المجاهد" في عددها:27، يوم 22 جويلية 1958 بالقول "تقدمت جبهة التحرير الوطني بطلب رسمي تطالب فيه بتشكيل بعثة دولية للتحقيق في حادث ملوزة (بني يلمان)، ولاستجواب الناجين فيه. فدب الذعر في صفوف الاستعمار. وقبل نهاية الأسبوع، صدرت الأوامر إلى الصحافة الفرنسية بعدم نشر أي شيئ إلى حادث ملوزة (بني يلمان). وهكذا طوى الحكام الفرنسيون حادث ملوزة (بني يلمان)..".
وللإشارة فإن المفكر والأديب "مولود فرعون" كتب عن الجريمة قائلا: لقد أعلنت الإذاعة أن المتمردين قاموا بقتل كل رجال ملوزة (بني يلمان) وعددهم 302 بسبب أنهم طلبوا الحماية من الجيش الفرنسي. هذه المجزرة أثارت سخطا كبيرا فكيف للصحافة لم تعطه أهمية في أعدادها وكانوا جد فرحين بالتصفيات بين المجموعات الوطنية المتقاتلة (المصاليين والأفلان). وأضاف أنه بعد صدور تأويلات بدأ التنديد بالمجزرة على الرغم من أن الأمر يتعلق بنفس القتلى...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad