شهادة أحد منفذي الجريمة سعيد سعود المدعو لوتشكيس.
يقول إن لجنة التنسيق والتنفيذ هي من أعطت وأصدرت لنا الأوامر بتنفيذ العملية وليس قيادة الولاية الثالثة..
والرد على هذا..
* رد على ما جاء في شهادة سعيد سعود حول جريمة الـ 28 ماي 1957..
الأوامر بتنفيذ العملية جاءتنا من لجنة التنسيق والتنفيذ!!
في عددها الصادر يوم الأحد 24 نوفمبر 2013 قامت جريدة "الشروق اليومي" بنقل شهادة أحد منفذي العملية ببني يلمان يوم 28 ماي 1957، وهو المجاهد سعيد سعود المدعو "لوتشكيس"، حيث قام بتسجيل شهادته الصحفي "رياض شتوح" وتم نقلها على صفحات الجريدة المذكورة.
بدأ سعيد سعود شهادته بالقول -وهي الرواية التي يسعى البعض جاهدا تكريسها وتثبيتها لإعطاء مبرر ومسوغ للجريمة وإدانة بني يلمان - أن الأهالي كانوا مناضلين تحت لواء الحركة المصالية منذ بداية الثورة وإلى غاية الاستقلال (دخول جيش الحركة المصالية للجهة كان بداية 1955 وجيش الجبهة كان 1956)، وأنهم كانوا معادين لجبهة التحرير الوطني، وبأنهم استهدفوا عناصر جيشها، وبأن بني يلمان كانت منطقة محرّمة على مجاهدي جيش التحرير، وهنا لا يسعني سوى نقل شهادة المجاهد والمحافظ السياسي عبد الرحمان بقة (من بجاية) التي جاء فيها أنه ب"المدينة الجديدة" (مشتى لخرب التابع لبني يلمان) كنا قد أعددنا مخبأ بأيدينا (يعرف بغار أفتيس)، وقد ذكرت ذلك جبهة التحرير والوطني في مقال لها على صفحات جريدة "المجاهد" أن مشتى القصبة كانت مقر قيادة جيش التحرير الوطني في المنطقة، وأيضا أكد ذلك ممثل الجبهة في الندوة المنعقدة بتونس يوم 3 جوان 1957، فإذا كان أهالي بني يلمان معادين لجيش التحرير فلماذا لم يقوموا بتصفيتهم؟ أو بالأحرى لماذا لم يبلغوا عنهم القوات المصالية أو القوات الفرنسية الموجودة بمركز أولاد ثاير!!؟ هذا وقد كان أهالي بني يلمان السباقين دوما لتقديم الاشتراكات إلى كل من سي ناصر وسي البشير اللذين استشهدا بالعشيشات، والوصل أدناه يثبت أن المنطقة كانت تقدم الاشتراكات عقب وقوع المجزرة يوم 28 ماي والتي كانت كتائب من جيش التحرير تابعة للولاية الثالثة متورطة فيها، وبالرغ من تواجد القوات الفرنسية لم يمنعهم ذلك فما بالك من قبل وقوعها (الوصل لعائلة زرايڨ تقدمت ب 5000 فرنك عام 1959 للملازم جعيجع جلول من الخرابشة).
ويواصل سرده لبعض تفاصيل المجزرة قائلا بأن جبهة التحرير الوطني هي من سبقت فرنسا وإعلامها في إطلاق إسم "ملوزة" على مكان مسرح الجريمة بدلا من "بني يلمان" كي يتم تداولها في هيئة الأمم المتحدة ب"نيويورك" بهذا الإسم، وأضاف قائلا أن:"مبادرة جبهة التحرير هذه أخلطت الأمور على الجميع من صحفيين ومؤرخين، وحتى المستعمر اختلطت عليه الأمور، لأن فرنسا لو أعلنتها قبل الجبهة لكانت الأمور ستتعقد لأنها عملية كبيرة، ولم ينتبه الجميع إلى هذه الألفاظ إلا منذ العام 2000"!!! (قارن تصريحه مع نداء ريني كوتي يوم 1 جوان 1957)، ولئن صرّح سعيد سعود بهذا فإن الدركي الفرنسي "بول باغاري" الذي وصل إلى بني يلمان يوم 13 جوان 1957، قال أن الصحفيون تناقلوا إسم "ملوزة" بدلا من "مشتى القصبة" بسبب أن "ملوزة" كانت وقتها القرية الوحيدة الموجودة على خريطة "ميشلان" للطرق بحسب ما جاء في جريدة "لومند" عام 1984!!! فهل يعقل أن فرنسا التي تدرك جيدا الفروق الجغرافية والإدارية بين القريتين "ملوزة" و"بني يلمان" وهذا منذ 1863 تاريخ إصدار القانون المتضمن تحديد الملكية الجماعية وإنشاء التجمعات المختلطة، وحتى قبلها عام 1840، أن تقع في مثل هكذا خطأ!!؟
وعن تنفيذ العملية قال:"أنا كنت يومها في جبل ڨنيطيس بالخرابشة، رفقة فصيلة أقودها تضم 35 جنديا، جاءت الأوامر بالتحرك نحو بني يلمان، الأوامر جاءت من محمدي السعيد، حسب الكتّاب والمؤرخين والصحفيين للنقيب أعراب وعبد القادر المدعو الباريكي، لكن في تقديري، فإن الأوامر جاءت من لجنة التنسيق والتنفيذ، لأن القضية تمت مناقشتها 3 مرات قبل تنفيذها في أوت 1956(!!!)، جانفي 1957، ومؤتمر الصومام، وطرح قادة الثورة التساؤل الآتي: لماذا كل المناطق تجندت للثورة إلا بني يلمان ؟". ولعل ما يفند هذه الرواية التي جاء بها سعيد سعود من أن لجنة التنسيق والتنفذ هي من أعطت الأوامر هو العقيد محمدي السعيد نفسه في رسالته التي كان قد بعث بها إلى وزير المجاهدين عام 1984 وما كان قد صرّح به في الملتقى الجهوي المنعقد بتيزي وزو عام 1985 عندما قال أن:"لجنة التنسيق والتنفيذ طلبت من قيادة الولاية الثالثة تحقيقا في الموضوع.."!! كما أن مؤتمر الصومام لم يتناول في أثناء إجتماعه بتاتا "بني يلمان" أو الاشارة إليها ولو تلميحا ولم يقل بذلك أحد غير "لوتشكيس"!!! ومما قاله سعيد سعود أيضا في شهادته المنقولة هو أن تحليق الطيران الحربي يوم المجزرة بسماء المنطقة رواية لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، وهي الرواية التي يثبها ويصّر عليها أهالي بني يلمان والشهود العيان من المناطق المجاورة لبني يلمان، وأيضا أكدها النقيب الفرنسي غامبيط في محضر قاضي التحقيق العسكري الذي جاء فيه أن الطائرات الاستطلاعية التي كانت تحوم في سماء المنطقة أبلغت القوات الفرنسية بوجود حريق في مشتى القصبة على الساعة العاشرة صباحا. ولعل الجديد الذي جاء به هو قوله أن "يوم 28 ماي بملوزة (ونوغة حاليا) وقعت معركة كبيرة بين فرنسا وبعض عناصر جيش التحرير التي نفذت عملية بني يلمان، نصفهم قدم من جهة برج أخريص، والنصف الآخر من جهة ملوزة(ونوغة حاليا)، كنت يومها قريبا في جبل عزيزة فوق دشرة ملوزة، كانت معركة كبيرة"، وهذا ما لم يقع أبدا ولم يقل به أحد حتى ممن يؤرخ لملوزة (ونوغة حاليا) فلو كان الأمر صحيحا لعده جيراننا من البطولات التي لا يشق لهاغبار لو وقعت على أرضهم، ونحن هنا كنا نتساءل بدورنا لماذا لم تتحرك القوات الفرنسية بقيادة النقيب غامبيط القريبة من مسرح الجريمة وعلى بعد 3 كلم، وفضلت التفرج بدلا من أن تتدخل وتنقذ الأهالي!!!!
وبالنسبة لعدد الضحايا والطريقة التي سقطوا بها وعدد المشاركين في العملية قال:".. لقد تم تضخيمها من طرف اليلمانيين"، و"تم قتل الشباب والرجال فقط من 12 دورا ببني يلمان، ولم يتم قتل أي طفل ولم نسمع أن جيش التحرير استعمل السلاح الأبيض أو نزع أموال وساعات وبرانس السكان كما يدّعون".."لقد تحركت قوات جيش التحرير الموجودة بالمنطقة نحو بني يلمان وعددها حوالي 200 إلى 250 جندي تحت إمارة عبد القادر الباريكي قائد الناحية"، وللإجابة على هذه النقاط أقول بني يلمان لم يبالغوا في العدد ولم يعملوا على تضخيم الرقم -كما يدّعي هو- فقد كتبت جبهة التحرير الوطني بجريدة "المقاومة الجزائرية" في عددها الصادر يوم 17 جوان 1957 أن عددهم تجاوز ال 300 ضحية، وعادت وأكدت على صفحات جريدة "المجاهد" في عددها ال27 الصادرة يوم 22 جويلية 1958 أن عدد ضحايا مشتى القصبة كان 350. وكان ممن سقط في هذه الجريمة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 12-15 سنة (ديقش الصغير بن محمد 12 سنة) و(لجدل بن سعيد بن لخضر 12 سنة) و(ديقش مخلوف و كريكب بن جدو وبن صغير رابح أعمارهم 15 سنة)، ويؤكد المدعو "عبد الله" سكرتير النقيب أعراب والمسؤول عن الاتصال (قال أنه كان متمركزا بالخرابشة يوم 28 ماي) أن عملية نهب وسلب سبقت المجزرة قام بها منفذوا العملية، وزاد أن ثيابهم الملطخة بالدماء توحي بوحشية العملية، وصور الذبح أبلغ من الكلمات وتفند رواية سعيد سعود القائلة بأن السكاكين لم تستعمل أبدا، وبحسب شهادة المجاهد "سلطاني يحي" من ملوزة (ونوغة حاليا) نقلتها جريدة "الجزائر نيوز" عام 2004، فإن المنطقة فعلا استضافت حوالي 700 جندي من جيش التحرير الوطني قبل العملية.
وختم سعيد سعود شهادته قائلا:"عند انتهاء الثورة اتفقنا على أنه عفا الله عما سلف، وتبقى قضية بني يلمان قضية "خشينة" والمتضرر فيها أكثر هو الجيل الحالي من الشباب"!!!، وهذا لم يكن بالحقيقة المطلقة فقط كادت أن تقع مجزرة أخرى عام 1962، وهذه المرة ضحاياها أرامل وأيتام بني يلمان، ولولا عناية الله وحفظه ثم تدخل العقيد محمد (محند) أولحاج قائد الولاية الثالثة بإرساله أحد أعضاء مجلس الولاية الضابط "محمد واعلي" للتدخل في الوقت المناسب لوقت الكارثة، وعن شقه الثاني في ختام شهادته أقول أن الجيل الحالي من شباب بني يلمان لم يتضرر إلا بقلب الحقائق وتزوير التاريخ والعمل على ذلك.
--------------------------------------------------------------------------------------
قرار عملية "بني يلمان" لم يتم مناقشته على مستوى لجنة التنسيق والتنفيذ!!
عقب الدعاية التي شنتها السلطات الفرنسية ضد جبهة التحرير الوطني، طالب بعض الليبيراليين الفرنسيين المتعاطفين كثيرا على قضية الجبهة من أمثال: كلود بورديه، ورينيه كابتين، وروبير بارا، وجيل مارتينيه، وغيرهم، طالبوا زعماء هذه الأخيرة بالتحقيق بدقة في قضية ملوزة (بني يلمان)، وقد أكد كلود بورديه وزملاؤه في خطابهم أنه "طالما أن جبهة التحرير الوطني لم تقدم البرهان الدامغ الذي يثبت ادعاءاتها، فإن الموقعين أدناه سوف يستمرون في الاعتقاد بأن الموضوع يتعلق بفعل شائن ارتكبته وحدة من جيش التحرير الوطني" (جريدة المقاومة الجزائرية).
وهو ما قامت به فعلا جبهة التحرير الوطني، حيث طالبت لجنة التنسيق والتنفيذ (قيادة الثورة) من قيادة الولاية الثالثة تحقيقا في الموضوع، فكلف الرائد عميروش بالمهمة (رسالة العقيد محمدي السعيد إلى وزير المجاهدين).
وبحسب شهادة "سعيد سعود" المدعو "لوتشكيس" التي أدلى بها لجريدة "الشروق" اليومي عام 2013 "فإن الأوامر جاءت من لجنة التنسيق والتنفيذ". وما يفند رواية هذا الأخير ويبطلها هو ما جاء في رسالة العقيد محمدي السعيد نفسه قائد الولاية أنذاك، وأيضا ما ذكره العقيد عمار أوعمران في مفكرته (أوراق ضائعة من مفكرة العقيد أوعمران)، حيث يقول أنه إلتقى ب" بن طوبال" بمقهى "غروبي" في هيليوبوليس بتونس، ودار الحوار التالي بينهما بخصوص قضية ملوزة (بني يلمان).
- بن طوبال: التصفيات في الولاية الثالثة بلغت 800 اطار، ألا تعلم ذلك بعد؟
- أوعمران: ماذا؟
-'بن طوبال: مجزرة ملوزة (بني يلمان) أيضا، 350 رجل وامرأة(1) وشيخ وطفل، أمر بها العقيد ناصر (محمدي السعيد) قائد الولاية الثالثة أنذاك.
- أوعمران: (غاضبا) مستحيل، كيف لا أكون على علم بما يجري وأنا عضو في لجنة التنسيق والتنفيذ؟..
------------------------------------
(1) لم يكن هناك ضحايا من النساء في المجزرة يوم 28 ماي 1957 باستثناء "سعاي ضياء" التي قتلت على إثر قصف الطيران الفرنسي يومها لمشتى تاقوست.
----------------------------------------------------------------------------------
ويقول "سعيد سعود" المدعو "لوتشكيس" إن بني يلمان كانوا كلهم مع فرنسا والمصاليين..
وإن سلمنا ذلك جدلا فلماذا إذا حلّق الطيران الفرنسي في صبيحة ذلك اليوم بسماء المنطقة وقدمت القوات البرية بقيادة النقيب الفرنسي غامبيط، ولم تطلق عيارا ناريا واحدا على منفذي الجريمة، ولم يحرك النقيب المذكور ساكنا..!!؟
الرد:
لوتشكيس ونفيه لتحليق الطيران الفرنسي!!
نشر الصحفي رياض شتوح عبر صفحات جريدة "الشروق اليومي"، في عددها 4205، الصادر يوم الأحد 24 نوفمبر 2013، صفحة: 17، شهادة أحد ممن إدّعوا معايشة مجزرة بني يلمان، وهو سعيد سعود المدعو "لوتشكيس"، هذا الأخير وفي شهادته التي أدلى بها للصفحي نفى فيها بأن يكون الطيران الحربي الفرنسي قد حَلّقَ يوم الحادثة (28 ماي 1957) في سماء منطقة بني يلمان. وواضح أن التفنيد جاء بناءا على سؤال تقدم به الصحفي المذكور - طبعا قبل زيارته للمنطقة - على أن أهالي بني يلمان في رواياتهم يروّجون لذلك، بإقدام الطيران على قصف محيط القصبة وقتله لإمرأة (سعاي ضياء) وبعض الحيوانات التي كانت ترعى في الحقول.
وبما أن "لوتشكيس" - هذا - كان قد شارك في عملية الإبادة الجماعية تلك مثلما صرّح - هو - بالقول:"أنا كنت يومها في جبل قنيطيس بالخرابشة (تارمونت)، رفقة فصيلة أقودها تضم 35 جنديا، جاءت الأوامر بالتحرك نحو بني يلمان..". فمن المؤكد أنه أراد بذلك طمس الحقيقة عن قصد منه وإخفاء هذا الخيط الرفيع الذي يثبت تورط فرنسا في الجريمة ويدينها، بدليل أن التقرير الذي أعده الملازم الباريكي - الذي قاد عملية الإبادة - وسلمه لقائد المنطقة الثانية النقيب أعراب (أنظر الصورة رقم: 01) عرّج على ذكر هذه النقطة بالتحديد، فقال:"أن الطيران الفرنسي تدخل من الساعة 11:00 صباحا إلى غاية 19:40 مساءا وقُتِل جرّاء القصف أكثر مما قتلنا..". ويعضد رواية تحليق الطيران الفرنسي ما صرّح به الرائد حميمي (أحمد فضال) الذي كلّفه العقيد عميروش بالتحقيق الميداني في الموضوع، حيث قال:"أن الثورة قد تحصلت على الأدلة التي تدين فرنسا في حالة قدوم لجنة التحقيق، والمتمثلة في قنابل #النبالم التي ألقتها في ملوزة (بني يلمان) وكذلك القذائف من عيار 7/12 وهي قذائف طائرات من طراز 26..".
وإذا كان "لوتشكيس" قد نفى الأمر كليا، فإن النقيب الفرنسي غامبيط قائد مركز الصاص بأولاد ثاير أكد ذلك هو الآخر تحليق الطيران الفرنسي في محضر قاضي التحقيق العسكري، حيث ذكر أن مراقب الطائرة قام بإبلاغه بوجود حريق في الإحداثيات NX 24 G 9 على الخريطة بالقرب من مشتى القصبة، على الساعة 10:00 صباحا، وعلى إثر ذلك اتجه صوب بني يلمان التي وصلها على الساعة 17:30 مساءا، أي ساعتين أو أكثر بقليل من تنفيذ الجريمة دون أن يحرك ساكنا!!
والسؤال لماذا قام لوتشكيس بتكذيب رواية تحليق الطيران الفرنسي في سماء منطقة بني يلمان يوم المجزرة بالرغم من إثبات ذلك على لسان جبهة التحرير الوطني الذي أكدته في تقرير المنطقة الثانية، وتقرير الرائد حميمي، وندوة 03 جوان المنعقدة بتونس، ومنشور 06 جوان الذي وزعته بالعاصمة!!؟
"سعيد سعود" المدعو "لوتشكيس" يؤكد في شهادة (أنظر الصورة رقم: 01) له أن دبلوماسية جبهة التحرير الوطني هي من سبقت الإعلام الفرنسي وأطلقت على مسرح الجريمة إسم #ملوزة بدلا من #بني_يلمان!! وعن التفطن للتسمية فإن ذلك كان عام 2000..
لوتشكيس ومن يدور في فلكه لم يتركو لا شاردة ولا واردة في الجريمة إلا وحرّفوها بما يخدمهم ويخدم وجهة نظرهم لتبرير جرمهم، وما ذكره تفنده جملة من الدلائل والقرائن منها تقرير الدركيان الفرنسيان (أنظر الصورة رقم: 02) اللذين كتابا أن المجزرة وقعت بمشتى قصبة بني يلمان ولم يشيرا إلى #ملوزة لا من بعيد ولا قريب (وهو ما يفهم أن تغيير اسم مسرح الجريمة له لغز تقف من وراءه أجهزة مخابرات فرنسا مثلما خططت للمؤامرة الجهنمية من قبل). وفي نداء رئيس الجمهورية الفرنسية ريني كوتي الذي بث على أثير الإذاعة ليلة 31 ماي 1957 جاء على لسانه ذكر إسم #ملوزة وليس #بني_يلمان، وقد نشر صبيحة يوم 01 جوان 1957 نداءه (أنظر الصورة رقم: 03) وتم توزيعه مناشيره، كما أن الصحافة العالمية والفرنسية نشرت نبأ المجزرة عبر صفحاتها الأولى يوم 01 جوان 1957 (أنظر الصور: 04، 05، 06) باسم #ملوزة. ويعود الدركي "بول بغاري" عام 1984 ليذكرنا أن المجزرة وقعت بمشتى قصبة بني يلمان لكن الصحافة أنذاك تكلمت عنها باسم #ملوزة (أنظر الصورة رقم: 07) وقد أرجع سبب ذلك إلى وجود قرية ملوزة على خريطة ميشلان للطرق!!
كل هذا الذي ذكرنا يثبت أن فرنسا هي من كانت السبّاقة في إطلاق اسم #ملوزة على مسرح الجريمة عقب إنتقال كل تلك الأرمادة الإعلامية إلى عين المكان برفقة مسؤول الإعلام "غورلان" ومجموعة من ضباط أجهزة المخابرات وليست جبهة التحرير الوطني..!!
-------------------------------------------------------------------------
لوتشكيس وأبو عبدو وجهان لعملة واحدة..
مذكرات الرائد سعيد سعود المدعو لوتشكيس قدم لها أبو عبدو الذي لن أزيد عنه بقدر السبعة حروف (07) من لقبه حتى لا نعطيه أكثر من حجمها وعددها وهو شخص معروف لديّ ولمن اطلع عليها (أي المذكرات). فّـفي أحد فصولها وعبر صفحاتها تم تناول الرائد المذكور جريمة مشتى القصبة التي راح ضحيتها على ما يزيد من 300 شخص، تتراوح أعمارهم ما بين سن الثانية عشر (12) إلى سن الـ(90)، من باب أنه واحد شارك في عملية الإبادة تلك يوم 28 ماي 1957. ودون ذكر الأسباب التي تتلخص في تعامل أهالي بني يلمان مع المصاليين والقوات الفرنسية، ومجريات ذلك الثلاثاء الأسود، وتسمية مكان وقوع الجريمة بـ "ملوزة" على لسان جبهة التحرير في هيئة الأمم المتحدة بنيويورك. كان لا بد من التطرق إلى نقاط أخرى أقل ما يقال عنها أنها تجنٍ صارخ على ذاكرة تاريخ الثورة والمنطقة معا.
أولى هذه النقاط هي قوله أن السلطات الفرنسية عملت على تشييد مركز (أو مراكز) عسكري(ة) ببني يلمان عام 1956. فمن الغباء أن يعتقد هذا ويصدقه شخص مطلع بسهولة هذه الجزئية، إذ كيف يستقيم وجود مركز عسكري بالمنطقة تحديدا في هذه السنة (1956) وبه حركى وعملاء أن يقوم منفذوا العملية بإبادة أهالي بني يلمان بتلك الأريحية من السادسة (06:00) صباحا إلى غاية الثامنة (20:00) مساءا تقريبا، دون أن يلفت انتباه القوات الفرنسية والمسلحين من بني يلمان، وسط تحليق الطائرات الفرنسية التي اكتفت بالتفرج والمراقبة وقتها! كما لا يمكن لعاقل بأن يصدق أن المواطنيين المتعاونيين مع المصاليين والفرنسيين معا سيستجيبون لنداء عدوهم (الجبهة) بتلك السهولة(!!). إن تمرير هذه الجزئية الكاذبة عبر هذه الورقات لها أبعادها وأهدافها، وهي العمل على تغطية جهات كانت في صفوف الحركى بمركز الصاص بأولاد ثاير، وحتى بعد تشييد السلطات الفرنسية لثلاث مراكز بملوزة (أولاد جلال) وتارمونت (الخرابشة) وبني يلمان، وهنا أسأل الرائد وأبو عبدو لو لم تنفذ الجريمة على يد جنود من منطقة القبائل وبمساعدة بعض المدنيين من قرى مجاورة هل كان سيبنى مركز العار ذاك على تراب بني يلمان بعد الجريمة (1957)!؟ وهل كان سيحمل رجال بني يلمان السلاح - إلى جانب صفوف الجيش الفرنسي - دفاعا عن النفس لا أكثر؟ مع العلم أن ملوزة (أولاد جلال) سارعوا عقب الاستقلال إلى نزع حجارة المركز وتهديمه لأسباب معروفة (توجد بين أيدينا صور أرشيفية للمركز)، بينما بني يلمان أبقوا عليه إلى يومنا هذا حتى يذكروا لوتشكيس وأبو عبدو ومن نفذ الجريمة أن المركز ما كان له أن يشيد لولا مساعدتكم الفرنسيين في مشروعهم وهو العمل على إسقاط للمنطقة ووضع اليد عليها..
ثاني هذه النقاط هي أن قضية بني يلمان تم دراستها ثلاث مرات منها مرة في يوم 20 أوت 1956 (مؤتمر_الصومام)، وفي شهر جانفي 1957، وعلى إثر هذا أعطت لجنة التنسيق والتنفيذ الأوامر بالعملية. إن ما ذهب إليه الرائد ودون أن يقدم لنا دليلا واحدا يُذكر بشأن دراسة القضية بني يلمان - الذي بالأساس تم طبخ مؤامرتها في مخابر الضبّاط الفرنسيين - بأن تم تناولها في مؤتمر الصومام كما يزعم لا أساس له من الصحة، كون المؤتمرين يومها لم يتطرقوا في اجتماعهم قضية المصاليين (توجد وثيقة موجهة للمناضلين في الخارج تتناول قضية المصاليين هناك) ككل فما بالك بقضية بني يلمان التي إلى غاية شهر سبتمر 1956 لم يكن تواجد لما يعرف بتنظيم جبهة التحرير الوطني بالجهة، بحيث المنطقة أنذاك كانت تحت سيطرة جنود الحركة الوطنية الجزائرية، كما لم يرد ذلك في جملة مقراراتهم في ختام الاجتماع. وقوله أن لجنة التنسيق والتنفيذ هي من أصدرت الأوامر فهذا يفنده العقيد عمر أوعمران أحد أعضاءها، فضلا عن تصريحات قائد الولاية الثالثة محمدي السعيد المتناقضة في كل مرة بخصوص القضية، مما يدلل أن مجلس الولاية (المكون من محمدي، عميروش، قاسي حماي، عبد الرحمان أوميرة) هو الآخر لم يكونوا ممن تدارسوا القضية. فهل كان يدرك كل من لوتشكيس و أبوعبدو جيدا أن الجريمة نفذت انطلاقا من اجتماعيّ بني وڨاڨ و العشيشات تحت قيادة النقيب أعراب الذي أعدمه عميروش فيما بعد مع منفذي الجريمة!؟ واللافت أن ما يروّج له من أسباب التي جاءت على اثرها الجريمة نجد بعض نقاطها وردت في التقرير المنسوب للباريكي والذي تم اعداده بعد طلب محمدي السعيد من اعراب التحقيق في الموضوع، إذ يوحي لك من الوهلة الأولى بأن انجاز التقرير (أو المنشور الذي عملت على اتلافه قيادة الولاية) كان على يد جهة سعت بقدر الإمكان لتبرير الجريمة وتشويه صورة بني يلمان، كونهم يدركون أيما إدراك أنها فرصة لا تعوض لتحسين صورة من قام في يوم من الأيام الحاكم الفرنسي ماكماهون بتعيين الڨياد بداية من عام 1853 في منطقتهم، وأيضا ما فعله خلفه الجنرال سيريز بتعيينهم (أي القياد) عام 1871، وتشويه صورة بني يلمان التي رفعت لواء المقاومة إلى جانب الأمير عبد القادر واحتضان ثورة 1871، وصولا إلى ثورة التحرير الكبرى..
وثالث النقاط هي تلك التي تتعلق بموضوع فتح ملف بني يلمان، والذي يخيف كثيرا الرائد المتواجد أنذاك بعرش الخرابشة يوم تنفيذ الجريمة، ويخيف - أيضا - من لايزال على قيد الحياة ممن ذبح وقتل الأطفال..وتخيف - كذلك - أبو عبدو الذي شارك بعض رجال عرشه في عملية الإبادة الوحشية والبشعة، بحيث رد الرائد برسالة وجهها إلى السلطات المعنية (نص الرسالة موجود بالمذكرات) عن مقال نشر تحت عنوان "لماذا لا يفتح ملف ملوزة (بني يلمان)" المنشور بالخبر الأسبوعي عام 2000، يطالب فيها بعدم فتح الملف. وهنا تدرك حجم الخوف وحجم الارتياب الذي يتخبط فيه الرائد ومقدم مذكراته، إذ لو فتح الملف لكشفت حقائق وأسرار ومكنونات تبدأ حلقاتها المترابطة من عملية العصفور الأزرق (القوة K) مرورا بمؤامرة #بني_يلمان وصولا إلى مؤامرة الزرق (قضية لابلويت). والزمن كفيل لوحده بأن يكشف المستور والأسباب المبذولة التي تقع حجرة عثر في طريق كل من يفكر أو يطالب بفتح ملف قضية بني يلمان (القنبلة)..
من يخاف الحقيقة...!!؟
"لا يمكن لسكان بني يلمان الذين أعدموا أن يكونوا شهداء" !!
في العدد الصادر يوم الاثنين 10 ربيع الثاني 1435ه الموافق ل 10 فيفري 2014م كتب "المراسل" أو "الصحفي" رضوان عثماني على صفحات جريدة "وقت الجزائر"، صفحة: 20، مايلي:
"بلونيس انتقم لخونة بني يلمان في ملوزة"
وفي الفصل الثالث تناولت المذكرات ( مذكرات سعيد سعود المدعو لوتشكيس) أحداث بني يلمان التي وقعت في 28 ماي 1957 أين أزال اللبس عن هاته الأحداث التي مازالت تثير الكثير من الجدل حيث كشف في شهادته عن أسبابها ونتائجها ورد على سكان المنطقة الذين يحاولون اليوم رد الاعتبار قصد الاعتراف بالمعدومين على أنهم شهداء وليسوا بخونة أين كتب المجاهد "عمي السعيد" أنه غير ممكن لأن قيادة الجبهة أنذاك راسلت سكان المنطقة عدة مرات قصد الانضمام للثورة إلا أنهم لم يمتثلوا للأوامر، وقدم أدلة واقعية حول الجرائم التي ارتكبها سكان المنطقة ضد المجاهدين ودعمهم للقوات الفرنسية تحت قيادة بلونيس الجناح العسكري للحركة المصالية والتي قامت بمجزرة في منطقة "ملوزة" وقتلت العديد من المواطنين الأبرياء ردا على قيام قيادة جبهة التحرير الوطني باعدام الخونة ببني يلمان" أه.
------------------------------------------------------------------------
الرّد:
ك "مراسل" أو "صحفي" باحث عن الحقيقة كان الأجدر بك أن تلتزم الموضوعية في تقصيها ودقتها ونقل الأحداث كما هي دونما زيادة ولا نقصان، لا أن تتكلم بعبارات تفقدك وتفقد الموضوع قيمته التاريخية، ويظهر جليا من خلال استعمالك لكلمات تنم عما بداخلك ك"خونة" و"جرائم" (ارتكبها أهالي بني يلمان في حق المجاهدين)، والأدهى من ذلك هو أنك أصدرت أحكامك المسبقة باعتمادك على مذكرة واحدة صاحبها كان من منفذي العملية!! (كان يقود فصيل مكون من 35 جندي)، ورحت تناقض نفسك بنفسك فتارة تقول لنا أن المجاهد آنف الذكر "أزال اللبس عن هذه الأحداث" وتردف جملتك ب"مازالت (القضية) تثير الكثير من الجدل.."، فكيف أوصلتك نفسك بأن أصدرت أحكاما من خلال مذكرة واحدة إذا كانت القضية مثار جدل واسع إلى يومنا هذا!؟
وتضيف قائلا وفي نفس الوقت ناقلا عن ذات المذكرة أن "لوتشكيس" رد على أهالي بني يلمان الذين يطالبون اليوم برد الاعتبار للضحايا على أنهم "شهداء" وليسوا "خونة" بأن هذا "غير ممكن" معللا كلامه أن:"قيادة الجبهة أنذاك راسلت سكان المنطقة عدة مرات قصد الانضمام للثورة إلا أنهم لم يمتثلوا للأوامر"، وهنا نتوجه لك ولصاحب المذكرة بالسؤال التالي: هل هذه حجة كافية لأن تباد قرية بأكملها من الذكور (375 شخص) تتراوح أعمارهم ما بين 12 سنة و90 سنة!؟ ولماذا لم يتم إبادة القرى الأخرى التي لم يلتحق أهلها بالثورة!؟ وإذا سلمنا صحة ما ذُكر فما ذنب الأطفال (12 سنة) والمجانين والمكفوفين والمرضى و..و..وحتى أعضاء ومناضلين في جبهة وجيش التحرير الوطني!؟ ف"بني يلمان" قدمت للثورة التحريرية الشيئ الكثير عجزت عنه مناطق مجتمعة أنذاك، ويشهد لها بذلك القاصي قبل الداني، وهو ما أكدته "جبهة التحرير الوطني" في أكثر من مناسبة، فضلا عن كونها رفعت راية المقاومة مع الأمير عبد القادر واحتضنت ثورة 1871 بالقصبة، يوم كان الحاكم الفرنسي بقسنطينة "ماكماهون" يعين موالين له (عام 1853)، وهو ما قام به الجنرال الفرنسي "سريز" حاكم سور العزلان أيضا، من أجل ضرب لواء المقاومة والجهاد بالقصبة، ولهذا خططت أجهزة مخابرات فرنسا للانتقام من المنطقة بعد معركة "بوخدي" شهر ماي 1965 ورد الصاع صاعان. فأهالي بني يلمان مطلبهم مشروع وهم لا يريدون صدقة قضيتهم عادلة لا تحتاج لأن يشار عليهم أو تكميم أفواههم، وقد سبق وأن زار الرئيس أحمد بن بلة رحمه الله قصبة بني يلمان وترحم على ضحاياها، وأيضا قال بن طوبال رحمه الله عن القضية أنها جريمة بكل المعايير لا يوجد ما يبررها، وكذلك طالب السيد عبد الحميد مهري رحمه الله السلطة بإنصاف أهالي بني يلمان واعتبار ضحايا يوم 28 ماي 1957 "شهداء"، وهذا ديدن كل الوطنيين الأحرار بالجزائر.
وختمت كلامك بأن "لوتشكيس" قدم أدلة واقعية بما أسميته "جرائم" ارتكبها أهالي بني يلمان ضد المجاهدين، ودعمهم للقوات الفرنسية تحت قيادة قوات بلونيس الجناح العسكري للحركة المصالية، والتي قامت بمجزرة في منطقة "ملوزة"، ردا على إعدام جبهة التحرير الوطني ل"خونة" بني يلمان.
ويا حبذا لو تم ذكر تلك الجرائم "الوهمية" و"المصطنعة" التي كان يقوم بها الأهالي العزل ضد المجاهدين، وما حادثة استشهاد "سي ناصر" و"سي البشير" بالعشيشات (غرب ونوغة حاليا) ببعيد، فكم قرأنا من وشهادة موثقة ومكتوبة ومسجلة حول هذه العملية التي في كل مرة نجد رواياتها متناقضة تناقضا عجيبا، غير أن أصحابها متفقون على أن المتسبب الأول والأخير هم أهالي بني يلمان، فتارة يقال أنها "معركة" بين جيش التحرير وجيش المصاليين بتحمامت (محمد عباس..فرسان الحرية)، وتارة تم الغدر بهم على يد مواطنين منضمين لجيش بلونيس (مذكرات عبد الحفيظ أمقران)، وأخرى كانت بوشاية قام بها أحد أهالي المنطقة على إثرها استشهد سي ناصر وسي البشير ومن معه بالعشيشات (مقال منشور بجريدة المساء)، ورواية أخرى أنهم نجو وخرجوا من بني يلمان سالمين (طبعا بأعجوبة)، لكن بعد أن تمت إهانتهم وإهانة وسب الجبهة (مذكرات أحمد توفيق المدني). وهنا أغتنم الفرصة على إثر ذكرك للتعاون الذي كان بين أهالي بني يلمان مع القوات الفرنسية تحت قيادة جيش بلونيس، أقول فرنسا لم يكن لها وجود ببني يلمان إلا بعد وقوع تلك الجريمة النكراء في حين العلم الفرنسي كان يرفرفر على أحد المدارس التي تم تحطيمها على يد جماعة بلونيس شهر ماي 1956، والغريب أن رجال المنطقة التي شيدت عليها المدرسة والمنضمين تحت هذا الجيش هم من ساهم في العملية، وأيضا وجود مسلحين من قرى عدة بالمركز العسكري الفرنسي "أولاد ثاير" بقيادة النقيب غامبيط مدبر مؤامرة يوم 28 ماي 1957، فلماذا لم يفكر "لوتشكيس" الذي كان يقود الفصيل والبقية من الجنود والمدنيين المسلحين لاقتحام المركز غير البعيد عن بني يلمان!؟ أو بالأحرى لماذا لم تعطي القيادة الأوامر بذلك لكنها أعطته لإبادة الأهالي العزل أو كما أسميتهم ب"الخونة"!؟
---------------------------------------------
بقلم الباحث محمد نبار
ملاحظة:
"جُمعت في هذا المقال شهادات سعيد سعود وردود الباحث محمد نبار"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق