شهادة "زينب فرحي" زوجة بلونيس حول جريمة الـ 28 ماي 1957!!
يقول الباحث محمد نبار:
أسبوعية "المحور" في عددها 84، من 22 إلى 28 فيفري 2012، أجرت حوارا مع زوجة محمد بلونيس، حيث تناولت فيه الأسبوعية قضية بني يلمان المعروفة بحادثة "ملوزة"، وقد طرح عليها السؤال التالي:"لا يُذكر بلونيس إلا وذكرت ملوزة والعكس، ماذا حدث ليلتها؟"، فكانت إجابة زينب فرحي...(أنظر أسفله " الصورة").
وتعليقا عما جاء في إجابتها، وكما هو مؤكد فإن بلونيس بعد معركة "بني يعلى" (سطيف) التي جرت أحداثها بين قواته وجيش التحرير الوطني (FLN) شهر أفريل 1956 انسحب مباشرة بعدها مع بعض فلوله إلى جهة أولاد ثاير وبني يلمان وملوزة، أين كان يسعى للتمركز بالولاية السادسة (الصحراء) من أجل تطوير قواته وتدعيمها وتجديدها بحسب الدكتور يحي بوعزيز. وفي فترة تواجده بالقصبة وقعت معركة بوخدي يوم 22 ماي 1956، بين المجموعات المسلحة التابعة للـ MNA والقوات الفرنسية.
وقول زينب فرحي أنها مكثت بالقصبة مدة شهر إنما كان ذلك فيما بين شهر جوان وديسمبر 1956، قبل أن تنتقل إلى البراردة بـ"سيدي عيسى" وليس "بوسعادة" ثم الاستقرار بالجنوب الجزائري وبالضبط دار الشيوخ ليلتحق بها بعد ذلك زوجها قصد التمركز هناك ويتخذ منها مقرا لقيادته، وبصورة أوضح فإن بلونيس لم يكن موجودا ببني يلمان يوم وقوع الجريمة فما بالك يستنجد به فارّ منها كما ادعت زوجته.
وبالنسبة لما قالته من أن بلونيس عقد وقتها اتفاقا مع شخص يعمل بالادارة الفرنسية بغرض توقيع صفقة شراء السلاح ما قيمته 18 مليون سنتيم، وتم تحديد الموعد ليلة حادثة ملوزة بـ"بني يلمان"، وأضافت قائلة:"كان بلونيس ليلتها (وقوع المجزرة) مجتمعا مع أربعة من رجاله في بيت أحد شيوخ بني يلمان، أين استنجد به أحد الفارّين وأخبرهم أن جيش الجبهة جمع كل السكان مدعيا أن بلونيس طلبهم للإجتماع داخل الغار الموجود بجبل خراط.."، وزادت قائلة أن:"بلونيس بالبداية لم يصدق الأمر، فبعث عبد القادر الوهراني وسي محفوظ للتأكد من الخبر فرجعوا وأخبروه أن الدم شق الجبل (خراط)".
في حقيقة الحال بلونيس قام بربط اتصال مع المتصرف الإداري لـ"عين بوسيف" (المدية)، وكان ذلك شهر جانفي 1957، ليدخل بعد ذلك على نفس الخط معلم يدعى "بيارو"، وهذا الأخير هو من لفت انتباه الوالي العام "روبار لاكوست"، لتعلم المخابرات الفرنسية قائد الـ S.A.S بأولاد ثاير النقيب الفرنسي غامبيط (Combette) وأوكلت له القيام بالمهمة، ففي 16 أفريل 1957 استلم "طويجين فراح" رئيس مخزن أولاد ثاير (برج بوعريريج) رسالة من بلونيس يطلب فيها تزويده ببعض الأسلحة والذخائر، وأيضا التوسط بينه وبين النقيب الفرنسي غامبيط، هذه الرسالة نقلها طويجين إلى هذا الأخير، وعلى إثر ذلك كتب الضابط الفرنسي لوسيان بيانفي (Lucien Bienfait) رسالة باسم طويجين، طلب منه فيها تحديد مكان وزمان اللقاء، وفعلا تم تحديده يوم 31 ماي 1957 بقصبة بني يلمان. وما يجدر التذكير به هو أن هذه الاتصالات المتتالية والمكثفة في الفصل الأول من شهر جانفي 1957 ميزتها السرية التامة - حسب الباحث لمجد ناصر - حتى داخل حركة بلونيس إذ لم يكن يعلم بها إلا خمسة من معاونيه، وحتى بالنسبة للجانب الفرنسي فقط كانت تعليمات "روبار لاكوست" تؤكد على الطابع السري للقاءات..
يقول الدكتور رابح بلعيد أن بلونيس وقف على ضحايا القصبة عقب وقوعها. وعلى إثر هذا رُتب يوم 3 جوان لقاء مع النقيب "بينو"، قبل أن يعود هذا الأخير يوم 7 جوان بمقترحات وافق عليها بلونيس. ولهذا قال المؤرخ محمد العربي الزبيري أن الاتفاق أبرم بعدما تم التمهيد له بمجزرة ملوزة (بني يلمان).
لذا، فإن ما جاء في رواية زوجة بلونيس عن تنفيذ الجريمة وأحداثها ومجرياتها لا أساس لها من الصحة، فمعلوم أن المجموعات المسلحة التابعة لجيش التحرير الوطني بالولاية الثالثة التي نفذت العملية بمشاركة مدنيين من قرى مجاورة حاصرت الدوار من كل جهاته، وطلبوا من الأهالي التوجه إلى القصبة من أجل الاستماع لخطاب سيلقيه مسؤول عسكري بالجبهة، ولم يتم استدراجهم للغار بجبل خراط باسم بلونيس الذي كان في اجتماع مع أربع معاونيه بأحد البيوت حسب زعم زوجته، كما أن الغار الموجود بالجبل المذكور (انظر الصورة) بارتفاع 1800م على مستوى سطح البحر لا يسع لـ 10 أشخاص فما بالك لـ 375 أو أزيد!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق