العقيد أرغود: كمين بني يلمان..مدرسة ملوزة..بريد سيدي هجرس.
العقيد "أنطوان أرغود" خريج المدرسة المتعددة التقنيات المسماة بـ "في الحذاء" (dans la botte)، في سن الثامنة والعشرون (28) إرتقى إلى رتبة "نقيب"، ثم رتبة "عقيد" في الرابعة والأربعين (44)، ومعروف عليه أنه كان متفوق بالمدرسة الحربية وسنه صغيرة، نظرا لاكتسابه خبرات في النظريات الحربية، حلّ بالجزائر في يوم 01 أفريل 1956 على رأس كتيبة الفرقة الثالثة.
يقول في مذكراته "الإنحطاط، والإحتيال، والمأساة" الصادرة عن دار فيار عام 1974 أنه أثناء فترة تواجده بمدينة المسيلة لم يسعفه الحظ لاستعمال أساليبه، بحيث كان يركز كل اهتماماه على السكان، لأنه يستوحي المثال من كمال أتاتورك.
وفي الوقت الذي وصل الكولونيل أرغود إلى الجزائر مرفوقا بالكتيبة المذكورة، وبعد أزيد من شهر على ذلك، وقعت بالتزامن أحداث كانت مسارحها كل من ملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا)، وبني يلمان، وأولاد عبد الله (سيدي هجرس) في شهر ماي من نفس السنة.
يذكر الكولونيل بشأن قطع خط الهاتف في بريد "أولاد عبد الله" (سيدي هجرس) من طرف "المتمردين" (1) قائلا أنه قام "بتدمير ثلاث مداشر مجاورة، وذلك بعدما تم إخلاؤها من سكانها، وما ذلك إلا البداية".
ثم يواصل سرده لأحداث تخريب مدرسة (2) في قرية ملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا) قائلا:"وها هي مدرسة في ملوزة خرّبت عن آخرها؟ وخمسون شخصا (50) اجتمعوا بساحة المدينة وهم يرفضون التبليغ عن المجرمين". ويضيف :"طيب..أنا أشهر سلاحا أوتوماتيكيا (arue am) وأطلب من خمسين جنديا (3) الإنبطاح على بطونهم أمام الآلة المصفحة، ثم قمت بتحطيم موقعين ينتميان إلى الفلاڨة - معروفين لدى مصالح الدرك - بواسطة طلقات مدفعية كانت القذائف حوالي إثنا عشر (12) قذيفة تمر بالقرب من رؤوسهم. وعند انتهاء العملية أمرتهم بالنهوض والإنتظام في صف واحد، ثم مررت بجانبهم وطلبت منهم أن يصرخوا *تحيا فرنسا*".
وبخصوص معركة بوخدي بـ"بني يلمان" قال:"اشتبك ما يقارب أربعين (40) (4) متمردا من الذين نصبوا الكمين مع حاملي السلاح الأتوماتيكي والطيارين فكانت - حسبه - *المجزرة*، ثم تحويل جثث الضحايا (5) إلى مدينة المسيلة، ثم وضعها في أكياس وحملها إلى قرية ملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا) التي وصلناها بالليل، وفي الصباح قمنا بشحنها داخل الحافلة، ثم وضعت الجثث أمام مبنى البلدية المختلطة، وبقيت معروضة أمام أعين المارة طيلة أربعة وعشرين (24) ساعة".
--------------------------------------------
(1) المتمردون الذين كان يقصدهم العقيد كانوا جنودا في صفوف جيش "الحركة الوطنية الجزائرية"، وهم من قام بهذه العمليات الثلاث في كل من: أولاد عبد الله، وملوزة، وبني يلمان.
(2) أنشأت السلطات الفرنسية المدرسة بملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا) عام 1910.
(3) الـ 50 الذين قام بمعاقبتهم العقيد لم يكون جنودا بل مدنيين. وهنا لا بد من فتح قوس لأشير إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أننا كنا نؤكد دائما وأبدا على دخول جنود تابعين لجيش "الحركة الوطنية الجزائرية" إلى قرى وأعراش مجاورة لبني يلمان، مثل قرية "ملوزة" (أولاد جلال) التي انضوى قرابة الثلاثين (30) رجلا في صفوفهم، وهم من ساعد على تخريب المدرسة آنفة الذكر. وإلى غاية هذا التاريخ شهر ماي 1956 لم يكن وجود لما يسمى"جيش التحربر الوطني" الجناح المسلح لـ "جبهة التحرير الوطني"، بل وإلى غاية شهر سبتمبر من نفس السنة. ومن كان له دليل على أن هذا الأخير دخل الجهة في نوفمبر 1954 فليتقدم به!!؟
(4) حسب الشهادات المستقاة من بني يلمان فإن عددهم فاق الـ 100 جندي يقودهم "سي الميلود" و"سي عبد القادر" الملقب بـ "بولحية".
(5) يقول المجاهد غالية عبد القادر في كتابه أن عدد الذين تم عرضهم كان سبعة (07)، بهدف تخويف السكان وبث الرعب في نفوس المواطنيين، وقد استقبلهم الشعب المسيلي استقبال الأبطال وهبوا بدفنهم في مقبرة سيدي الغزلي وسط زغاريد النساء..
يقول في مذكراته "الإنحطاط، والإحتيال، والمأساة" الصادرة عن دار فيار عام 1974 أنه أثناء فترة تواجده بمدينة المسيلة لم يسعفه الحظ لاستعمال أساليبه، بحيث كان يركز كل اهتماماه على السكان، لأنه يستوحي المثال من كمال أتاتورك.
وفي الوقت الذي وصل الكولونيل أرغود إلى الجزائر مرفوقا بالكتيبة المذكورة، وبعد أزيد من شهر على ذلك، وقعت بالتزامن أحداث كانت مسارحها كل من ملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا)، وبني يلمان، وأولاد عبد الله (سيدي هجرس) في شهر ماي من نفس السنة.
يذكر الكولونيل بشأن قطع خط الهاتف في بريد "أولاد عبد الله" (سيدي هجرس) من طرف "المتمردين" (1) قائلا أنه قام "بتدمير ثلاث مداشر مجاورة، وذلك بعدما تم إخلاؤها من سكانها، وما ذلك إلا البداية".
ثم يواصل سرده لأحداث تخريب مدرسة (2) في قرية ملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا) قائلا:"وها هي مدرسة في ملوزة خرّبت عن آخرها؟ وخمسون شخصا (50) اجتمعوا بساحة المدينة وهم يرفضون التبليغ عن المجرمين". ويضيف :"طيب..أنا أشهر سلاحا أوتوماتيكيا (arue am) وأطلب من خمسين جنديا (3) الإنبطاح على بطونهم أمام الآلة المصفحة، ثم قمت بتحطيم موقعين ينتميان إلى الفلاڨة - معروفين لدى مصالح الدرك - بواسطة طلقات مدفعية كانت القذائف حوالي إثنا عشر (12) قذيفة تمر بالقرب من رؤوسهم. وعند انتهاء العملية أمرتهم بالنهوض والإنتظام في صف واحد، ثم مررت بجانبهم وطلبت منهم أن يصرخوا *تحيا فرنسا*".
وبخصوص معركة بوخدي بـ"بني يلمان" قال:"اشتبك ما يقارب أربعين (40) (4) متمردا من الذين نصبوا الكمين مع حاملي السلاح الأتوماتيكي والطيارين فكانت - حسبه - *المجزرة*، ثم تحويل جثث الضحايا (5) إلى مدينة المسيلة، ثم وضعها في أكياس وحملها إلى قرية ملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا) التي وصلناها بالليل، وفي الصباح قمنا بشحنها داخل الحافلة، ثم وضعت الجثث أمام مبنى البلدية المختلطة، وبقيت معروضة أمام أعين المارة طيلة أربعة وعشرين (24) ساعة".
--------------------------------------------
(1) المتمردون الذين كان يقصدهم العقيد كانوا جنودا في صفوف جيش "الحركة الوطنية الجزائرية"، وهم من قام بهذه العمليات الثلاث في كل من: أولاد عبد الله، وملوزة، وبني يلمان.
(2) أنشأت السلطات الفرنسية المدرسة بملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا) عام 1910.
(3) الـ 50 الذين قام بمعاقبتهم العقيد لم يكون جنودا بل مدنيين. وهنا لا بد من فتح قوس لأشير إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أننا كنا نؤكد دائما وأبدا على دخول جنود تابعين لجيش "الحركة الوطنية الجزائرية" إلى قرى وأعراش مجاورة لبني يلمان، مثل قرية "ملوزة" (أولاد جلال) التي انضوى قرابة الثلاثين (30) رجلا في صفوفهم، وهم من ساعد على تخريب المدرسة آنفة الذكر. وإلى غاية هذا التاريخ شهر ماي 1956 لم يكن وجود لما يسمى"جيش التحربر الوطني" الجناح المسلح لـ "جبهة التحرير الوطني"، بل وإلى غاية شهر سبتمبر من نفس السنة. ومن كان له دليل على أن هذا الأخير دخل الجهة في نوفمبر 1954 فليتقدم به!!؟
(4) حسب الشهادات المستقاة من بني يلمان فإن عددهم فاق الـ 100 جندي يقودهم "سي الميلود" و"سي عبد القادر" الملقب بـ "بولحية".
(5) يقول المجاهد غالية عبد القادر في كتابه أن عدد الذين تم عرضهم كان سبعة (07)، بهدف تخويف السكان وبث الرعب في نفوس المواطنيين، وقد استقبلهم الشعب المسيلي استقبال الأبطال وهبوا بدفنهم في مقبرة سيدي الغزلي وسط زغاريد النساء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق