التلاعب بالروايات من خلال الأرقام - تاريخ بني يلمان

أحدث المواضيع

هام


سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

Post Top Ad

السبت، 11 مايو 2019

التلاعب بالروايات من خلال الأرقام




لا تكاد تسمع لروايات أو تقرأ لشهادات بعض القادة والفاعلين في منطقة القبائل عن قضية#بني_يلمان المعروفة تاريخيا بـحادثة #ملوزة إلا وأصيبت بالدهشة من الأرقام المقدمة من طرفهم سواء كانت أرقام الضحايا الذين سقطوا يوم الثلاثاء 28 ماي 1957 أو حتى الذين جندتهم السلطات الفرنسية في صفوفها بعد الجريمة، لكن إذا عرف السبب بطل العجب، فأصحابها لا يعدون بما قالوه إلا تكريسهم السير في طريق يريدون من خلاله تمرير رسالة مفادها القفز عن الحقيقة لا غير وتشويه صورة بني يلمان لا أكثر.
فعن الأرقام التي ذُكِرت نجد العقيد محمدي السعيد قائد الولاية الثالثة يقول في كتابة له عام 1991 أن عدد الضحايا هو 41 فقط، في حين يذكر عبد الحفيظ أمقران في مذكراته أن عددهم لا يزيد عن الـ 50 نفرا، بينما صالح ميكاشير في كتابه "في مقر الولاية الثالثة" يقول أن عددهم 50 وهم من نفس العائلات بحسب ما تم اشعارهم به، بدوره يقول عبد العزيز واعلي في "مجلة أول نوفمبر" أن الضحايا الذين سقطوا كان 86 بحسب تقريري الملازم الباريكي والنقيب أعراب، أما جودي أتومي في مؤلفه "العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ" فيقول أن الذين سقطوا يوم 28 ماي 1957 كان زهاء الـ 100 ضحية، وتارة أخرى في كتابه "العقيد عميروش أمام مفترق الطرق" فيقول أنهم 150...
وبعد أن قللوا من أرقام الضحايا الذين تجاوز في مجملهم الـ 300 ضحية سقطوا بالقصبة يوم 28 ماي 1957، قاموا بإعطاء أرقام مضخمة عن الذين تم تجنيدهم في صفوف الجيش الفرنسي بعد المحزرة، فنجد على سبيل المثال لا الحصر الرائد لخضر بورڨعة يذكر أن عدد المجندين 2000، أما جودي أتومي فيقول أن عددهم 1500 جاؤا بهم من فرنسا من أجل الثأر لأقاربهم الذين أعدموا على يد جيش التحرير الوطني، وقال واعلي أن من مقاطعة نانتير وحدها تم استقدام 243، أي أن هناك من تم استقادمهم من ضواحي أخرى غير التي تكلم عنها. ويروي سعيد سعود (لوتشكيس) أن فرنسا قامت بنقل رجال بني يلمان من فرنسا وعدة عواصم أروبية!!
ويجمع أصحاب الروايات والشهادات أنه بعد المجزرة التي وقعت ببني يلمان مباشرة قام الجيش الفرنسي بمعية جيش بلونيس والمسلحين من أهالي بني يلمان الذين استقدموا من فرنسا بإرتكاب مجازر في ملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا)، وذلك يوم 2 جوان 1957 دامت شهرا كاملا. جودي أتومي يذكر أن عدد الضحايا بلغ الـ 300 شخص وتم أسرّ 200 (العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ)، وفي كتابة أخرى قال أنهم 400 ضحية (العقيد عميروش أمام مفترق الطرق)، ويقول واعلي أنه في أوائل شهر جوان 1957 قام مسلحوا بني يلمان بقتل أزيد من 300 رجل وإمرأة بملوزة (أولاد جلال)، ووصل بهم الأمر لقتل 34 في قرية صهريج بمشدالة، و500 في أهل الڨصر وإلماثن، هذه الحملة دامت شهرا كاملا أسفرت عن 500 شخص بالاضافة إلى ضحايا ملوزة (أولاد جلال) الذي تجاوز عددهم الـ 300. ويذكر صالح ميكاشير أن رجال بني يلمان اقترفوا مجزرة في دوار افليسن (تيغزيرت) راح ضحيتها 80 مواطنا. كما لم يكتفي واعلي بما قال بل راح يروّج رواية غريبة عجيبة وهي أن رجال بني يلمان طالبوا من السلطات الفرنسية بأن يقوموا بتسليمهم النقيب أعراب الذي أسر في عملية جيمال (النقيب أعراب تم إعدامه بمعية منفذي الجريمة على يد العقيد عميروش) ونقله إلى بني يلمان قصد عرضه أمام عائلات الضحايا والتشفي منه، وقد كان لهم ما طالبوا به حيث تم نقلته على متن طائرة مروحية وعرّض في إحدى زوايا المركز (لمن أراد الاستزادة من الرواية فليقرأ ما كتبه عبد العزيز واعلي في مجلة أول نوفمبر والخبر الأسبوعي).
يقول "Mourice Faivre" في كتابه "Les Combattants Musulmans De La Guerre D'Algerie" أن رجال ملوزة (بني يلمان) الذين يعملون بالمهجر في باريس عندما سمعوا بالحادثة بعد يومين إلتحق منهم 168 عاملا، وانضموا إلى الجيش الفرنسي، حيث أرسلوا إلى الجزائر في أواخر جوان 1957. وقد جاء في وثيقة (رسالة) موقعة باسم الحكومة الجزائرية المؤقتة يوم 19 أوت 1959 إلى بعض رجال بني يلمان تشيد فيها بأعمالهم وخدمتهم للثورة، والتي تتمثل في شراء "الخرطوش" من النساء اللاتي يتسلمنه من أزواجهن بغرض تقديمه لجيش التحرير الوطني..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad