طبيب الولاية الثالثة المجاهد أحمد بن عبيد لـ:المساء.
"يجب أن يعرف الناس أن الثورة توزعتها تيارات متباينة، متنافرة في كثير من الأحيان، وكان تباينها سابقا لأيام الكفاح المسلح، فقد بقي أكثر من طرف يحتفظ بتصوراته وبتطرف لها، ولما جاء عهد المواجهات المسلحة مع فرنسا امتد تطرف المواقف إلى التصفية الجماعية، وقضية ملوزة (بني يلمان) منها(1).
كان العقيد محمدي السعيد - رحمه الله - صاحب الدور الرئيسي فيها(2) للأسف الشديد، فقد كان يرى الملوزيين (اليلمانيين) محافظين على ولائهم لميصالي الحاج، وما كانت تنقصه "البداهة" في اعتبار ذلك خيانة للوطن ومبادئ الجهاد(3)، فأصدر أمرا شفويا إلى المرحوم عبد القادر الباريكي بتصفيتهم، ولكن الأخير رفض الإنصياع للأوامر الشفوية مطالبا بالأمر الكتابي(4)، ولم يتأخر محمدي السعيد في إصداره ممضى بيده - وقد رأيته شخصيا خمسين (50) مرة على الأقل - فامتثل الباريكي، بعد كانت مذبحة قتل فيها عزل ما بين سنتي 16 - 50 سنة(5)، وقد هزت ضمير العالم يومها". أه
---------------------------------------------
(1) خططت للجريمة أجهزة مخابرات فرنسا مستغلة عامل الصراع المسلح بين الأمانا والأفلان.
(2) له عدة تصريحات متناقضة متضاربة بخصوص القضية. لم يثبت على موقف واحد!
(3) كان يعتبر أهالي بني يلمان غير مسلمين (كفار) حسب تصريح بن طوبال. لكن ذبحهم وإبادتهم على يد الباريكي كان في بيت من بيوت الله ومدرسة قرآنية، حيث آخر عهدهم صلاتي الظهر والعصر.
(4) قرأ على مسامع الباريكي بلغة عربية في العشيشات غرب ملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا). ونحن نعلم أن مراسلات محمدي السعيد تكون بلغة فرنسية!!
(5) أعمارهم تتراوح ما بين 12 - 90 سنة، وعددهم تجاوز الـ 300 ضحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق