أبو مهدي عيسى الونوغي:
فجد أولاد سيدي أعمر هو سيدي عمر بن علي الونوغي، وهو الذي ذكره محمد الحسين الورتيلاني في رحلته المشهورة الموسومة "نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار"، والذي زار المنطقة في سنة 1179ه/1765م (الرحلة كتبت سنة 1182ه/1768م)، ففي خضم ذكره لأشراف أو شرفة بني يلمان "اعرف شرفة بني يلمان"، قال عن سيدي أعمر بن علي الونوغي: "ومنهم أولاد سيدي أعمر في واد الخميس من هذا العرش، وأن جدهم هو المؤلف المعلوم في الكتب المتداولة، أعني الونوغي..". ولقد ربط الورتيلاني سيدي أعمر بن علي الونوغي بواد الخميس وليس بقرية أحفاده أولاد سيدي أعمر، لأنه تحدث عن مكان ضريحه وهو معلوم لدى العامة وسكان الجهة بقرية "شيبون" أعلى "واد الخميس" بلدية أولاد راشد من ولاية البويرة.
انطلاقا مما ذكره الورتيلاني أعلاه عن جد أولاد سيدي أعمر في كونه عرف بالعالم الونوغي، وجدنا أنه ذكر في مدونات التاريخ وكتب التراجم أربع شخصيات بهذه الصفة "الونوغي":
1/-الأكثر أهمية هو القاضي "أبو مهدي عيسى بن صالح بن محمد، الونوغي التونسي": وهو صاحب التعليقة أو الحاشية على المدونة "تعليقة الوَانُّوغِي على تهذيب المدونة"، وضعها على كتاب «تهذيب المدونة» لخلف بن أبي القاسم البراذعي، والتي لم يكملها أبي مهدي عيسى فتوفي دون ذلك، فأكمل التعليقة من بعده أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم المشدالي، وسماها " تكملة المشدالي على تعليقة أبي مهدي الوانوغي على المدونة"، وأبو مهدي عيسى الونوغي هو من تلامذة وأصحاب ابن عرفة المالكي التونسي، وقد حج سنة 803ه ورجع للمنطقة وتوفي فيها سنة 839ه، وقيل قبل ذلك في حدود سنة 810ه. ذكره ابن مريم التلمساني هو والونوغي الآخر أبو عبد الله محمد بن عمر الونوغي، في كتابه "البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان"، ص200. أنظر ترجمته أيضا في: أحمد بابا التنبكتي: "كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج" ج 1 ص318.
إضافة: كتاب أبو مهدي عيسى الونوغي، طبع بتحقيق د. أحمد بن عبد الكريم نجيب، ود. حافظ بن عبد الرحمن خير، وصدر بدولة الإمارات العربية المتحدة سنة 1435هـ/2014م. كما أنه طبع أيضا بالمملكة المغربية. وقد كان محتوى هذا الكتاب محور مقال بعض المؤلفين وكذا مذكرات التخرج في الماجستير والدكتوراه.
2/-القاضي أبو عبد الله محمد بن عمر الونوغي: جاء في كتاب ابن مريم أنه نزيل الحرمين، "البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان" ص 149 وص 200. وهو من تلامذة وأصحاب ابن عرفة المالكي التونسي أيضا، كنت أظن في البداية أنه نفسه أمحمد بن سيدي أعمر بن علي الونوغي، وهو الذي ضريحه معلوم في مقبرة قرية أولاد سيدي أعمر، ولكن بما أنه من أصحاب ابن عرفة، فهو متقدم عن سيدي أعمر بن علي الونوغي نفسه، فكيف بابنه إن كان كذلك.
3/-أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر التونسي الونوغي: هو ساكن الحرمين، عالم بالتفسير والفرائض والحساب، ولد تونس سنة 759ه/1357م، وتوفي في مكة سنة 819ه/1416م ولقب الونوغي فقط لأصول وسكن أجداده بونوغة، وهذا العالم هو الذي أخطأ فيه بعض المترجمين ونسبوا له شرح المدونة الذي قام به أبي مهدي عيسى مما ذكرناه أعلاه. أنظر ترجمة محمد بن عثمان الونوغي في كتاب السخاوي: "الضوء اللامع" ج7 ص3-4. الزركلي: "الأعلام" ج5 ص331، أحمد بابا التنبكتي: "كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج" ج 2 ص122-123، (في هذه الترجمة بين احمد بابا أن القاضي القرافي قد نسب له الحاشية، ثم أضاف رأيه في كون أن أبو مهدي عيسى هو صاحبها وليس محمد بن عثمان).
4/- يوسف بن إبراهيم الونوغي: عالم له كثير التآليف، رحل إلى دمشق الشام، ذكره كثير علماء التراجم، توفي بعد سنة 838ه/1434م. أنظر ترجمته في كتاب السخاوي: "الضوء اللامع" ج10 ص293. الزركلي: "الأعلام" ج8 ص212.
من خلال كل هذا، أرجح أن الرحالة الورتيلاني لم يكن يقصد سيدي عمر بن علي الونوغي صاب ضريح "شيبون" في قوله: "هو المؤلف المعلوم في الكتب المتداولة أعني الوانوغي"، لأن العالم الونوغي المقصود من الأربع أعلاه حسبي هو أبي مهدي عيسى الونوغي لأنه هو شارح المدونة لا غيره. والعلماء الأربع أعلاه هم من القرنين الثامن والتاسع الهجري، وهم متقدمين عن سيدي عمر بن علي الونوغي دفين "شيبون"، ولذلك أرجح أن سيدي أعمر بن علي الونوغي هو من حفدة أبي مهدي عيسى الونوغي لأنه سبقه زمانا أو من بني عمومته، كما أنه هنالك رواية شفهية في كون أحدهم يسمى القيرواني التونسي كان من أضهار سيدي أعمر بن علي الونوغي، أي علاقة الونوغيين بتونس علاقة متينة، كما أنه في مختلف تراجم أبي مهدي عيسى الونوغي ذكر أنه عاد وتوفي في بلاده ونوغة. ورأيت الكثير من العامة يخلط أيضا بين سيدي عمر بن علي الونوغي جد أولاد سيدي أعمر، وبين سيدي عمر الأشهب جد أولاد لشهب "أولاد سيدي بلقاسم الأخضر" لقب لشهب في قريتي حنانة وعين النوق من بلدية بن داود، وكنا قد أشرنا لهذا الخلط في منشورنا عن عرشي أولاد طريف وأولاد ثاير.
الأمر الآخر الذي أخلط فيه الكثير هو "عقد حوز أرض سيدي عمر بن علي الونوغي"، فالكثير يذكره في كونه مشجر أولاد سيدي أعمر، ولكن ما هو في الحقيقة سوى عقد وقف الأرض، كتب في مدرسة الفنون بالروضة بأولاد سيدي إبراهيم بوبكر ولاية برج بوعريرج، وهو مقام سيدي بهلول بن عاصم كما سبق وأن ذكرنا أعلاه. ولدينا نسختان من العقد، الأولى أصلية ملك لعائلة "العارفي" التي هي من نسل سيد أعمر بن علي الونوغي، والثانية هي نفس النسخة وهي محفوظة بالأرشيف الوطني، وبها إضافة وحيدة هي رقم النسخة بالأرشيف الوطني (يمكن للمتمعن في الورقتين المرفقتين ليعرف أنهما نفس النسخة عدى أن الأولى أصلية والثانية نسخة بها إضافة الرقم فقط.
إن المدقق في عقد حوز أرض سيدي عمر بن علي الونوغي يجد أن به تصحيف في سنة كتابته التي جاءت سنة 787ه، ولكن الراجح أنها سنة 987ه. لأن العقد كتبه سيدي أعمر بن علي الونوغي بخط يده، ونعلم يقينا لا جدلا أنه من أهل القرن العاشر إلى الحادي عشر الهجري. كما أنه سبق وأن أظهرت العقد لأخ متخصص في تحقيق الأنساب، وقد أكد لي أن الخط الذي كتب به العقد يستحيل أن يكون من القرن الثامن الهجري بل هو من زمن بعده.
كما سبق وأن وضحنا فذرية سيدي أعمر بن علي الونوغي تتوزع بين عرش بني انطاسن، قرية بوزيد وقرية أولاد سيدي أعمر. أما في قرية أولاد سيدي أعمر فيوجد فرع وحيد من نسل ابنه امحمد بن عمر بن علي صاحب الضريح المعلوم في مقبرة قرية أولاد سيدي أعمر، وهم عائلة "بن عمر" ويقال لهم أيضا تصحيفا "بن عمارة"، كما يوجد بالقرية أيضا من هم من نسل ابنته مريم، أي هم من أولاد سيدي أعمر بالخوؤلة فقط وهم عائلات مقلاتي والورعادي. أما في قرية بوزيد فيوجد فرع بوقليمينة وبما أن نفس العائلة تتواجد في بني إنطاسن فيكفي أن نذكرهم في العرش الأخير.
تنبيه: ما سأذكره أسفله عن فروع سيدي عمر بن علي الونوغي هو بكل تحفظ، لأننا لم ننه بعد بحثنا في نسب وذرية الأخير، فبعض الفروع ممن سنذكر أسماء أجدادهم لا زال البحث فيها جاريا، كما أن بعض الفروع من أولاد سيدي أعمر لم نتوصل بعد لتحقيق الفرع الذي تنتمي إليه، ولذلك أرجو من الإخوة الكرام خاصة من أولاد سيدي عمر بن علي في عرش بني إنطاسن أن يأخذوا ما سأذكره للاستئناس فقط دون البرهان، وبإذن الله تعالى يوفقنا الله لنصل لتحقيق جميع الفروع التي تنسلت من سيدي عمر بن علي، وسننشرها في حينها إن شاء الله تعالى.
تتنسل جميع العائلات من ذرية سيدي أعمر بن علي الونوغي في فرقة أولاد قبيلة عرش بني إنطاسن على الأقل مما توصلت إليه حتى الآن من فرع وحيد، هو أولاد سي العارف بن سيدي أعمر بن علي الونوغي، وينقسم الفرع بدوره لفرعين اثنين هما:
الفرع الأول، وهو الغالب من نسل ابنه بوقليمينة بن سي العارف: انقسم لثلاث فروع نسبة لأولاده الثلاثة: أحمد، أمحمد والغماري.
أما أحمد فقد خلف الفضيل وهو جد الفاضلية، أي الفضيل بن أحمد بن بوقليمينة ولذلك لقبهم العائلي بوقليمينة من جدهم الأعلى، وهؤلاء غالبيتهم في قرية بوزيد والبعض منهم في بلدية المزدور.
أما أمحمد فقد خلف الميزراني والأخير خلف العارف والصالح، وهما الجدين الجامعين للمزارنية بجميع ألقابهم العائلية: ميزراني، مسران ....
أما الغماري فقد خلف ثلاث أولاد معقبين، هم: محمد، السعدي، وعبد الرحمان (عبد الرحمان هو نفسه حجوج صاحب الضريح العلوم بمقبرة أولاد قبيلة). محمد خلف أحمد (وهو جد عائلة "حمادي" وجلهم بالبويرة الآن) وعبد الملك (هو جد عائلة "بوكليلة" من ولديه بوخروبة وبلقاسم، ولذلك عائلة بوكليلة يلقبون ب "أولاد بوخروبة"). أما السعدي فهو جد عائلة "حجو"، أما عبد الرحمان (حجوج) وهو الفرع الغالب فقد خلف بن مريم (جد عائلة "حجوجة") محمد (جد عائلة "حجوني") وأحمد (جد عائلة "حجوج") والأخير خلف سعد والسعدي ومنصور هو صاحب الضريح المعلوم قرب جده في جوامع أولاد قبيلة، وهو لم يخلف عقب بعده.
الفرع الثاني، من أولاد سيدي أعمر هم اليوم عائلة وحيدة في عرش بني إنطاسن، وقد تنسلوا كلهم من منصور بن سي العارف بن سيدي عمر بن علي الونوغي، فمنصور خلف السعدي الذي خلف بدوره الطيب الذي خلف العارف، والأخير هو جد عائلة العارفي.
كما توجد في عرش بني إنطاسن عائلة "عشاب" من أولاد سيدي أعمر، والتي لم نتوصل بعد للفرع الذي تنتمي إليه من نسل سيدي عمر بن علي.
وتوجد أيضا في بوزيد وأولاد سيدي أعمر عائلات "سنوسي"، "بوداود" و "لميسيات" والتي أيضا لم نتوصل بعد لمعرفة الفرع الذي تنسلت منه من سيدي عمر بن علي.
ملاحظة: نظرا لأن أولاد سيدي أعمر من فرقة "أولاد قبيلة"، فلا بد لنا من أن نذكر أن أفراد هذه الفرقة كانوا مشهورين وكانت لهم اليد الطولى في قيادة ونوغة الغرابة بني إنطاسن وأولاد مسلم، وقد اشتهرت بينهم عائلة القليل التي كان منها محمد بن قليل قائد أولاد قيبلة، والحداد بن قليل قائد أولاد مسلم، وينقسم أولاد قليل لأربعة فروع كبيرة هي:
أولاد لخضر بن قليل وهم لقب "بوخاتم".
أولاد محمد بن قليل وهم لقب "بوخشبة"، وفيهم قيادة أولاد قبيلة.
أولاد الحداد بن قليل وهم لقب "سالم"، وهؤلاء رأيت البعض منهم من يقولون عن أنفسهم أن أصلهم من الرابطة من برج بوعريرج من أولاد سيدي أحمد بن علي.
أولاد أحمد بن قليل وهم لقب "قليل".
وهنالك أيضا من "أولاد قبيلة" أولاد الشايب بن علي "لقب شايب"، ويقولون عن أنفسهم أنهم وفدوا من زواوة.
كما أن عائلتي "بسو" و "بلحامدي" من أصل واحد يلقبون بالبصيلات.
وعائلات "داود" و "لوصيف" و "مناد" من أصل واحد.
ننبه أن عائلة "دوفي" في أولاد عنان يقولون عن أنفسهم أنهم من سوامع الحضنة من بني هلال.
كما أن عائلات رزوق صعدلي والعايب من أصل واحد.
يعذرني البقية لأنني لم أجد بعض التفاصيل عنهم.
البلاكطية: يتنسل أهل بلكط من فروع مختلفة لا يجمع بينها سوى السكن وبعض المصاهرات والخوؤلة، ومن أشهر الفروع نجد:
أولاد سيدي بلقاسم بن علي صاحب الضريح المعلوم في بلكط، وتنتسب إليه عائلات بودالي، ذياب، سيار...
أولاد سيدي أمحمد بن الضيف صاحب الضريح المعلوم في بلكط، وتنتسب إليه عائلات ضيفي، منصوري...
أولاد سيدي محاد بن عبد الله صاحب الضريح المعلوم في بلكط، وتنتسب إليه عائلات بصالح، باشا...
أولاد سيدي يحي صاحب الضريح المعلوم في بلكط، وتنتسب إليه عائلات عبيب...
أولاد سيدي منيع وتننسب إليه عائلة منيعي، ويقال أن جدهم مدفون في زواوة.
عائلة طاهير ويقال أيضا أن جدهم مدفون في زواوة.
كما توجد عائلات قديمة أصيلة في بلكط اندمجت مع العائلات المذكورة أعلاه مثل عائلات خالدي، سفير، سياسي...
بعض الأشراف متفرقين: نظرا لضيق الوقت وإلحاح بعض الأصدقاء على النشر، لم نتطرق لبعض الأشراف الذين لهم حق علينا متمثلين في أخوال والدنا أشراف الأعشاش (أولاد بوعشاش) المتمثلين في أولاد سي أحمد عوائل بشيري وقوادري وإخوتهم الذين اندرجوا في فرقة الروابع عرش أولاد سالم عوائل حميدي وصالحي، وكذلك الأشراف من عوائل سريري، غماري...ووعد منا أن نعود لهم في قادم الأيام بالتفصيل مع المادة الخام وتوفر الوقت الكافي لذلك، فمعذرة لإخوتنا من العوائل المذكورة.
#منقول_من_صفحة_صديقي_محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق