شهادة أحد ضباط الولاية السادسة - مجزرة بني يلمان - تاريخ بني يلمان

أحدث المواضيع

هام


سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

Post Top Ad

الخميس، 6 فبراير 2020

شهادة أحد ضباط الولاية السادسة - مجزرة بني يلمان



يقول الباحث الأستاذ محمد نبار:

المجاهد "محمد الطاهر خليفة" الذي حلّ ضيفا على قناة "الحياة TV"، وبثتها ليلة أمس (2020/01/24)، هذه الحصة التي يقدمها الأستاذ الصحفي "عبد الغني بلقيروس"، وفي الجزء الأول منها طرح الصحفي في معرض اللقاء سؤالا كالتالي: بمناسبة ذكر ملوزة (بني يلمان) لا أعرف هل عندكم شهادة على الحادثة المعروفة، حادثة ملوزة (بني يلمان)، والتي أخذت روايات كثيرة حولها، فإذا كانت عندكم شهادة للتاريخ ممكن أن تذكروها لنا؟
عبد القادر الباريكي
فكان جوابه: (والله) ملوزة (بني يلمان) رواها علينا عبد القادر الباريكي (عزيل) في يوم من الأيام عندما كنا بجبل مساعد، روى لنا قصة ملوزة (بني يلمان)، هذه روايته هو، يقول فيها:
"إن ملوزة (بني يلمان) كانوا مصاليين وكانوا من أتباع بلونيس، حيث نظموا في ملوزة (بني يلمان) "دفاع ذاتي" بعدما سلحتهم فرنسا، وقد انعزلوا وانقطعوا على الجبهة، وبهذا السلاح الذي بأيديهم أصبحوا مدافعين على القرية، وفي كل مرة كانت الولاية الثالثة تبعث لهم جماعة مكلفة بالإتصال إلا ويقومون بقتلهم أو سجنهم، فأعطاني عميروش الأوامر بأن أنتقل إلى ملوزة (بني يلمان) من أجل تنظيمها وتوعية سكانها من مغبة اتّباع بلونيس وإرجاعهم لنظام الجبهة، وعندما دخلت (الباريكي كان على رأس وحدة كومندوس الولاية) إليها بالسلم تم إطلاق الرصاص من كل جهة على يد المجموعات المسلحة في "الدفاع الذاتي"، وكان غالبية السكان مسلحون من طرف فرنسا، وعلى إثر هذا بدأنا بإطلاق الرصاص عليهم دفاعا عن أنفسنا، وقد استشهد لنا مجموعة من المجاهدين".
وختم ذات المجاهد بالقول "أنا رويت ما سمعته في سبيل الله". (منقول بتصرف عن تسجيل)

كنت قد ذكرت مرات عدة أنه لو كان الملازم الباريكي - لا يزال - على قيد الحياة لكان الكلام عن الجريمة شأن آخر كونه طرفا فاعلا فيها، بداية من حضوره إجتماع "بني وقاق - برج بوعريرج" يوم 27 ماي 1957 الذي دعا إليه قائد المنطقة الثانية النقيب أعراب، وانتقال كل من هذا الأخير والباريكي جنبا إلى جنب ومعهم سي سليمان ورابح الثايري من "بني وقاق" إلى منطقة "العشيشات - أولاد جلال - ملوزة" التي عُقد بها إجتماع ثانٍ، وفيه طالب الملازم الباريكي - حسب شهود عيان - من أعراب والحضور بأن لا ينفذ العملية إلا بقرار مكتوب - طبعا وممضى بيد قائد الولاية الثالثة أنذاك محمدي السعيد - وهو ما تلبيته نزولا عند رغبته في لمح البصر أو أقرب، وعندما تُليّ على مسامعه "القرار المجهول" قام الباريكي بمحاصرة بني يلمان من جميع جهاتها، وأذاع أن الأهالي مدعوون لحضور إجتماع سيلقي فيه مسؤول خطابا ثوريا، وهو لباه ذكور المنطقة فورا دون تردد منهم، حيث تم احتجازهم صباحا في جامع الجمعة والمدرسة (الزاوية) القرآنية والبيوتات، وسط تحليق الطيران الفرنسي صباحا وتواجد القوات البرية ظهرا، وعندما أسدلت الشمس مساءا بدأ الباريكي وجنوده بعملية الذبح لخمسة أفراد تلوى الخمس دون مقاومة بسبب أنهم كانوا منهكي القوى بعدما منع عنهم الأكل والشرب وقضاء الحاجة، ثم عملية التقتيل الجماعي دون تمييز رميا بالرصاص عقب فرار أحد المحتجزين. لينسحب منفذوا الجريمة بعد الانتهاء من عملية الجزأرة مخلفين وراءهم أزيد من 300 جثة تسبح في برك من الدماء، وأزيد من 10 مجاهدين من رفقاء السلاح كانوا قد رفضوا تنفيذ الأوامر بالذبح أو الرمي بالرصاص.
وأَمَا أننا سمعنا شهادة ضابط الولاية السادسة نقلا عن رواية الباريكي شخصيا بخصوص الجريمة النكراء التي قادها بنفسه. نُذكر بأن الملازم أكد في تقريره إن في هذه العملية سقط نحو ال 70 ضحية فقط من أهالي بني يلمان، بينما البقية سقطوا على إثر قصف الطيران الفرنسي ل"مشتى القصبة"، أي تسبب القصف في سقوط 300 ضحية، وذكر أن بعض المدنيين كانوا يرتدون لباسا نسويا (الشهادة يقول فيها أنهم كانوا في فرق دفاع ذاتي) شاركوا إلى جانب المصاليين في صد الهجوم، وقد سقط 16 من الجبهة وجرح 35..
عقب سماع العقيد محمدي السعيد بنبأ الجريمة طالب النقيب أعراب بإعداد تقرير مفصل حول الجريمة، فجاء تقرير النقيب المذكور أن حمّل فيه مسؤولية ما حدث للملازم الباريكي. بدوره عميروش الذي كان متواجدا بتونس يوم وقوع الجريمة أعد هو الآخر تقريرا فور عودته وأكد ما جاء في تقرير النقيب أعراب حسبما ذكره العقيد محمدي السعيد، هذا الأخير أكد - أيضا - أن الملازم خرج نحو تونس عام 1958 وربما قد يكون سئل هناك من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ عن الحادثة. في تونس عقدت جبهة التحرير الوطني ندوة صحفية يوم 3 جوان 1957 قال فيها مسؤول الجبهة أمام الصحافة "إن منطقة ملوزة (بني يلمان) كلها تابعة للجبهة ولا توجد بها الحركة الوطنية، وأن مسؤولها العسكري اسمه عبد القادر عزيل المدعو: سي العربي". أما في الداخل فقد قام عميروش بمعاقبة النقيب أعراب وإعدام منفذي الجريمة.
وهنا نطرح سؤالين في غاية الأهمية:
- إذا كان أهالي بني يلمان مسلحون في مجموعات "الدفاع الذاتي" كما يزعم الباريكي فلماذا قام الطيران الفرنسي بقصفهم ليبادو عن بكرة أبيهم!؟
- ولماذا تستّر الباريكي عن محمدي السعيد والنقيب أعراب في هذه العملية، خاصة وأن هذا الأخير أمضى رسالة بيده إلى الرائد حميمي يقول فيها أن العملية تمت بمسؤوليته وتحت إشرافه؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad