الكوموندوسات السوداء:
فرق تابعة للجيش الفرنسي (8ème RCP)، يتنكرون بزي مثل الذي يرتديه جنود جيش جبهة التحرير الوطني، من أجل مغالطة الشعب، هذه الفرق كانت تنفذ عملياتها بأوامر الجيش الفرنسي (أنظر الصورة)..
في منشور قامت جبهة التحرير الوطني بتوزيعه في شهر جوان 1957، بخصوص جريمة بني يلمان (ملوزة)، ذكرت أن "مذبحة ملوزة (بني يلمان) هي من عمل الكومندوسات السوداء التي تحدثت عنها منذ زمن الورقة الإمبريالية ليكو دالجي..الإمبريالية الفرنسية كانت تحضر لجريمتها (في بني يلمان) عندما أكدت أن الجزائر ستعرف حمام دم بعد ذهاب الفرنسيين...". بعد الإستقلال، يعود المجاهد "عبد الحفيظ ياحا" في كتابه "حربي في الجزائر، في قلب أدغال منطقة القبائل (1962 - 1954) ليؤكد ذلك مرة أخرى بالقول "كنا نعلم منذ ذلك الوقت أن عددا لا يحصى من المدنيين قد ذُبِّحوا من طرف كوموندو مطارد تابع للجيش الفرنسي..". وبحسب مجلة "هيستوريا مغازين" فإن عدد الجنود الذين نفذوا الجريمة قدر عددهم ب400 جندي، مجهزين بأسلحة PMFM و بنادق صيد. أما المدنيين من القرى المجاورة فقد كانوا مسلحين بألآت حادة مثل المناجل، والرفوش، والمعاول، والفؤوس.. وكانوا تحت قيادة الملازم الباريكي الذي استقدمه الرائد عميروش من الولاية الأولى إلى الولاية الثالثة شهر أكتوبر 1956 (الباريكي دخل حدود الولاية الثالثة شهر نوفمبر من نفس السنة أي أقل من ستة أشهر على جريمة بني يلمان). العقيد عميروش الذي كلّف عدة ضباط من الولاية للتحقيق في الموضوع، وبعد اطلاعه على التقرير شهر نوفمبر 1957 في غابة "ثامقوط" قام باستدعاء النقيب أعراب قائد المنطقة الثانية، ومن ثمّ عنفه لفظيا ونزع عنه شارته القيادية كما أكد ذلك محند صبخي الذي كان وقتها هناك، وكذلك معاقبته (شهادة الضابط مقران آيت مهدي)، وبعدها قام بإرساله إلى تونس من أجل الامتثال أمام لجنة التنسيق والتنفيذ بغرض محاكمته، لكن هناك روايات تؤكد أن عميروش عمل على تصفيته بمعية منفذي الجريمة. وفي شهادة لصالح ميكاشير جاء فيها أن عميروش أمر لجنة تحقيق تحت إشراف "سي لعمارة هامل" أمين مركز مقر قيادة الولاية من أجل أن توافيه بتقرير مفصل حول الجريمة، يضيف ميكاشير أنه تحدث بعد الاستقلال مع النقيب سي لعمارة بشأن ذلك، لكن الأخير نفى أن يكون قد تم إجراء أي تحقيق بهذا الشأن، ولم يرد أن يقول أكثر!!..فهل سكوت سي لعمارة تكمن إجابته عند عبد الحفيظ ياحا وحمو عميروش الذي قال أن العقيد عميروش لم يشأ أن يثير ملف قضية بني يلمان حتى لا يشوش على قائده السابق (محمدي السعيد)..
----------
"جند القائد م. س [[محمدي السعيد]] فرقة من الجيش قوية، مختارة، وأرسل بهم بعد ما جن الليل [[منفذوا الجريمة بدأو محاصرة بني يلمان على السادسة صباحا، وعملية الإبادة الجماعية ذبحا بالسكاكين ثم رميا بالرصاص كانت وقت غروب الشمس وانتهت في وقت متأخر من الليل]] إلى قصبة ملوزة [[بني يلمان]] فجاسوا خلال الديار [[عملية نهب وسلب وسرقة واسعة طالت كل ما تم العثور عليه بالقصبة وما وقعت عليه أعينهم]]، وسحبوا منها كل الرجال الذين حكم بإعدامهم، فجمعوهم في ساحة السوق [[عملية التجميع والحجز كانت في مسجد ومدرسة "زاوية" القصبة!!]]، وقالوا لهم:
هنا باشرتم الخيانة، وعصيتم أوامر الجبهة، وهنا تعدمون[[الإعدام كان بالمسجد والزاوية والبيوت!!]]، وانهالوا عليهم ضربا الرصاص [[العملية بدأت ذبحا باستعمال السكاكين والخناجر ثم رميا بالرصاص، وبعدها التنكيل بالجثث بتهشيم الرؤوس وبقر البطون وحرقها بالغاز..]]، فقضوا عليهم جميعا [[أزيد من 300 ضحية بينهم أطفال وأبرياء عزل]]..
أحمد توفيق المدني: حياة كفاح مع ركب الثورة التحريرية، الجزء الثالث، صفحة: 307.
------------------------
بقلم الباحث محمد نبار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق