قضية بني يلمان في نظر المؤرخين والباحثين - تاريخ بني يلمان

أحدث المواضيع

هام


سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

Post Top Ad

الأربعاء، 7 أغسطس 2019

قضية بني يلمان في نظر المؤرخين والباحثين

● تناول قضية بني يلمان في نظر المؤرخين والباحثين..


بالرغم من حث رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد رحمه الله عام 1984 على ضرورة كتابة تاريخ الجزائر بأقلام جزائرية ومطالبته إبراز كل الحقائق حتى ولو كان بعضها مرًا، والتي لن تكون #قضية_بني_يلمان المعروفة تاريخيا بحادثة #ملوزة في منئ من ذلك، إلا أننا وجدنا من يدعوا لفتح هذا الطابو ومؤيد له من مؤرخينا وباحثينا ومن يرفض الأمر، وكل له وجه نظره وأسبابه في الموضوع. 
ففي يوم 04 جويلية 2014 وبمنتدى جريدة الخبر طالب الدكتور رابح لونيسي بوجوب تناول وفتح قضايا مثل قضية ملوزة (بني يلمان) ولابلويت ووضعهما في إطارهما التاريخي فقط. حيث ذكر بخصوص قضية بني يلمان مايلي:".. والأمر نفسه لحادثة ملوزة (بني يلمان) التي يجب التنديد بها مهما كان فاعلها وتناولها بذكاء، بدون الوقوع في مناورات استعمارية بدأت منذ حدوثها، ولا زالت إلى حد اليوم تستهدف إثارة نعرات بإعطاءها تفاسير وهمية لا وجود لها في الواقع، لكن بالرغم من غموض الفاعل(1) لحد اليوم، فهل هي نتاج صراع بين المصاليين والجبهويين؟ أم أنها فعلة استعمارية لتشويه الثورة وقادتها؟..". من جهته خالف الدكتور مصطفى ماضي أستاذ السوسيولوجيا بجامعة الجزائر 2 ما ذهب إليه سابقه كون قضية بني يلمان حساسة جدا وتمس بالوحدة الوطنية ووصفه إياها بالقضية المحرجة، حيث قال:"لغاية اليوم، وبعد 50 سنة من الاستقلال، يوجد الكثير من القضايا المحرمة أو المسكوت عنها، غير أنني لا أشاطر مثلا رأي المطالبين بفتح ملفات حساسة، لأنها تمس بالوحدة الوطنية وتثير بعض القضايا المحرجة كمسألة ملوزة (بني يلمان) مثلا..". أما الدكتور عمار محند عامر فيرى أن التركيز على أحداث سلبية دون سواها من قضايا تاريخية وقعت خلال الثورة مثل قضية لابلويت وملوزة (بني يلمان)، هو مساهمة بطريقة أو بأخرى في تشكيل صورة سلبية(2) عن الكفاح التحريري وإعطاء نظرة خاطئة عن الثورة. 
وردا على سؤال طرحته "س/ عموشية": (وقائع تاريخية ما تزال في خانة الطابوهات مثل حادثة ملوزة (بني يلمان)، متى يحين الوقت للإفراج عنها؟) على أستاذ جامعة الجزائر 2 الدكتور محمد خيشان، أجاب هذا الأخير قائلا:"ليس من الممكن فتح هذا الملف، المشكلة في البداية هي الأرشيف لأنه عامل أساسي، هل نتوفر على أرشيف محلي لننطلق منه ونقارنه بالأرشيف الأجنبي؟ للأسف الكثير من القيادات كان لها علاقة بهذه القضية غيّبها الموت بدون أن تترك لنا أي أثر حول هذه القضايا(3)، سوء حضنا كباحثين مجبرين أن نتعامل مع مثل هذه القضايا من جهة بحثية واحدة وهي الجهة الفرنسية، صحيح أن المادة الوثائقية متوفرة وبغزارة في مراكز الأرشيف الفرنسية، ولكن تعبر عن الرأي الفرنسي(4). نحن كمؤرخين في بداية الطريق لم نعاصر هذه الأحداث، ولم نسمع عنها ولم نقرأ عنها أنذاك، ولم تصلنا معلومات عن طريق التناقل في تلك الفترة، وبالتالي يصعب أن نتناولها في الوقت الراهن بسبب أن المجتمع الجزائري كمجتمع يبدو في تقديري إلى يومنا هذا ما يزال غير مؤهل لكي يتعاطى مع هاته القضايا، ومثل هاته القضايا إذا فتحناها قد تتولد عنها مشاكل وأزمات أو ربما صراعات في المحاكم، وقد يكون أول ضحية لهذه القضية هو المؤرخ أو الباحث ولذلك يبدو لي أنه يحن الوقت للإفراج عنها".
ويضيف في نفس السياق إنه:"من الناحية الزمنية من المفروض أن هذه القضايا ضروري فتحها كملفات، كي نستفيد منها في الوقت الراهن، لأنه حاليا الدول المتقدمة عندما تتعقد الأمور أمامها تعود إلى تاريخها، ونحن من بين هذه الدول لما لا يمكن أن يعود إل هذه القضايا حتى وإن كانت سوداء مخجلة، لكن يبقى تاريخنا نتحمل ما به من قضايا، يبدو لي في تقديري أن الجهات الوطنية غير متحمسة لفتح مثل هاته الملفات لأننا نعمل تحت إطار الدولة الجزائرية، إذا وجدنا بصيص أمل أو إشارة لفتح هذه الملفات فنحن سنصر على فتح مثل هذه الملفات"(5).
وبالنسبة للأستاذ حسين عبد الستار فقد قال بشأن فتح ملف بني يلمان أن الموضوع يحتاج أن يوضع في سياقه العام، وأنه جدير بالدراسة، وأوضح أن في هناك قضايا في تاريخ الثورة الجزائرية هي قضايا تمثل الاستثناء وليس الأصل، لأنها ثورة رائدة والكثير من الكتابات قد تستغل هذه القضايا لتقزيم الثورة الجزائرية. وأضاف قائلا:"لا يمكن أن نفتح مثل هذه الطابوهات ولا يمكن أن نعطيها حقها في البناء التاريخي إلا بالمصالحة التاريخية"، وقال:"أن منطقة بني يلمان تحتاج لإعادة الإعتبار بما في ذلك تاريخ الحركة الوطنية ومصالي، وتصنيف الضحايا كشهداء.."(6)
وبين مؤيد ورافض لفتح الملف وكشف المستور يبقى أهالي ضحايا بني يلمان يطالبون ويصرون بالكشف عن خبايا هذه القضية التي تجاوز عنها الزمن أكثر من نصف قرن...
___________________
(1) المنفذ العملي للجريمة والفاعل معروف، هم مجموعات مسلحة تابعة لجيش الأفلان من منطقة القبائل يقدوهم الملازم الباريكي، وبمشاركة مدنيين من قرى مجاورة لبني يلمان.
(2) "..لقد حان الوقت - في اعتقادي - لإبراز كل الحقائق ولو كان بعضها مرا، وليس معنى هذا اتهام الأشخاص ونعتهم، وإنما التعرض لأخطاء الثورة، الدلائل على صحة ثورتنا ونبلها أن تعترف بالأخطاء، فلا ينبغي الاقتصار على الجوانب الإيجابية فيظن أبناؤنا أن في تلك الحقائق تزييفا، فالبشر يصيبون ويخطئون" من خطاب الرئيس السابق الشاذلي بن جديد.
(3) العقيد محمدي السعيد قائد الولاية الثالثة والنقيب أعراب قائد المنطقة الثانية تركوا تناقضات كثيرة حول الجريمة بتصريحاتهم وتقاريرهم!! 
(4) كتابات الفرنسيين حول القضية تتهم فيها جيش الأفلان تتطابق مع كتابات وشهادات بعض قادة الولاية الثالثة في المضمون والأسباب التي بموجبها نفذت الجريمة..
(5) جريدة الشعب، الأربعاء 31 أكتوبر 2018.
(6) جريدة الشعب، الأحد 07 جويلية 2019.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad