مشتى القصبة بني يلمان القلعة الإسلامية المنسية - تاريخ بني يلمان

أحدث المواضيع

هام


سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

Post Top Ad

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

مشتى القصبة بني يلمان القلعة الإسلامية المنسية


★ مشتى القصبة..القلعة "الاسلامية" المنسية...




هي واحدة من أهم القلاع الطبيعية الحصينة والاستراتيجية الموجودة بالقطر الجزائري، أسسها الجد "يلمان" بن امحمد الادريسي الحسني الشريف بـ"ونوغة" الاقليم الفسيح الممتد ما بين أبواب الحديد (برج بوعريريج) وسور الغزلان (البويرة). تعرف "مشتى القصبة" بـ"قلعة ونوغة" (La Kalâ de L'Ouennour'a). كتب عنها الضابط الفرنسي شارل فيرو "Charles Féraud" بـ"المجلة الافريقية" (Revue Africaine)، عدد: 71، سبتمبر 1868، وبـمجلة "واد الساحل" (L'oued Sahel)، عدد: 1552، الخميس 21 فيفري 1901، "معلقا" -'واصفا إياها - بالقول:"هي قلعة عسكرية شيدت على صخر يصعب الدخول إليها إلا من باب واحد، تبعد عن بجاية بـ: 25 فرسخا (أي ما يزيد عن الـ 150 كلم)". بنى بها الجد "يلمان" مسجدا تقام فيه الجماعة والجمع يعرف بـ"جامع ونوغة الأعظم"، ومدرسة قرآنية تعرف بـ"الزاوية الصديقية" نسبة للصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبحسب أحد التقارير المنجزة في نهاية 1882 فإن عدد طلابها بلغ 640. وتجدر الاشارة إلى أن ارتباط الجهاد بالزوايا في الجزائر بدأ منذ الاحتلال الإسباني لمدينة بجاية في 1510 كما ذكر الباحث محمد أرزقي فراد. يذكر شارل فيرو بـ"المجلة الافريقية"، والذي بدوره نقل عن مخطوط "عنوان الأخبار فيما مر على بجاية" لصاحبه "الشيخ أبو علي ابراهيم المريني" أن "العباس بن عبد العزيز" نزح إلى قلعة ونوغة (مشتى القصبة) برفقة أخيه "عبد الرحمان"، بعد سقوط بجاية في يد الاحتلال الإسباني، حيث حاول "أبو بكر" أن يقضي عليه هناك (بالقصبة) إلا أنه فشل في محاولته. ويضيف أن "العباس" - حسب المريني - دخل في اتصالات مع الإسبان للاعتراف به ملكا. أي إن الاتصالات بين الطرفين كان تجري بين الطرفين عندما كان "العباس" متواجدا بالقصبة. وقد كان الوسيط "أبو محمد عبد الله بن أحمد بن القاضي الغبريني"، وفي أواخر عام 1511 وقع "عبد الرحمان" الإتفاق مع الإسبان، بعد أن اعترفوا له بالسيادة في مملكة بجاية القديمة باستثناء النواحي الساحلية التي تمسكوا بها. 

يقول "يوسف بنوجيت" في كتابه "قلعة بني عباس إبان القرن الـ 16م" إن تلك القلعة التي أبت إلا أن تذكر بوفائها للالتزامات، ما جعل الأمير عبد القادر يختارها قاعدة لمشروع مدّ المقاومة في الشرق الجزائري، وهو ما نوه إليه "شارل فيرو" الذي قال:"...عندما حاول عبد القادر بسط نفوذه على مقاطعة قسنطينة قام بوضع عدته ومرضاه في هذه القلعة التي ما لبثت أن احتلتها فرقة حربية فرنسية".وفي أثناء فترة تواجد الأمير بقصبة بني يلمان إنتقل إليه هناك بمعسكره وفد على رأسهم الضابط والباحث الفرنسي "أدريان بيربروجر". وأيضا الجاسوس ليون روش.
وفي ثورة 1871، اتخذ الثوار المقرانيون من "مشتى القصبة" معسكرا كبيرا لهم، ولم يكن الاختيار اعتباطيا، وإنما لعامل استراتيجية المعسكر، ومن ناحية السوسيولوجية. يقول الضابط "لويس رين" في كتابه "تاريخ إنتفاضة 1871 بالجزائر" (Histoire de L'insurrection de 1871 en Algérie)أنه في بني يلمان وقعت معركة "عين التوتة" بجبل لخرب. بينما الكولونيل روبن في كتابه "انتفاضة القبائل الكبرى في 1871" (L'inrurrection de la Grande Kabyli en 1871) يذكر أنه في يوم 06 أوت تمت السيطرة على القصبة وإخضاعها. وهنا لا بد من أن نفتح قوسا للتذكير إلى ما وصل إليه الباحثان الفرنسيان - حسب فراد - "رين" و"هالنتوا" من أن الزوايا بالجزائر تشكل حجر الزاوية في المقاومة الجزائرية ولذلك وجب تحطيمها وذلك بتشويه صورتها من جهة وكذا تفكيكها.
بعد اندلاع ثورة التحرير عام 1954م، دخلت مجموعات مسلحة تابعة للحركة الوطنية الجزائرية MNA، هذه المجموعات قامت بمعركة ضد وحدة عسكرية فرنسية يوم 22 ماي 1956 بالقرب من القصبة. كما اتخذ منها جيش التحرير الوطني FLN مقرا لقيادته عقب انسحاب جيش MNA، وقد أكدت ذلك في جريدة "المجاهد" قائلة:"..وكانت "مشتى القصبة" هي مقر قيادة جيش التحرير في المنطقة". في يوم 28 ماي 1957 وقعت أبشع مجزرة شهدها القرن الـ 20، حيث كانت القلعة "الاسلامية" (قلعة ونوغة) مسرحا لجريمة راح ضحيتها أزيد من 300 شخص أعزل، هذه الواقعة دبرتها أجهزة مخابرات فرنسا ونفذتها أيادي جزائرية. وللأسف فإن "مشتى القصبة" اليوم مجرد أطلال تشكو ضر الزمان وتهميش وتجاهل بني البشر كما قال الأستاذ زريق منير تحوي مقبرة جماعية لرفاة أبت إلا القصبة أن تحتضنهم وتضمهم إليها بتربتها الطاهرة الزكية المسقية بدماءهم التي أريقت ذات يوم ثلاثاء أسود.


- بقلم محمد نبار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad