★ ماذا لو كان محاوره من بني يلمان!!!؟
المجاهد "جودي أتومي" الذي عقبنا في ست منشورات سابقة عبر صفحتنا الشخصية على ما تناوله بشأن جريمة بني يلمان في كتابه "العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ" وكتابه "العقيد عميروش أمام مفترق طرق". وقد أتحفنا الأستاذ زغبة عبد المالك بتسجيل صورة وصوت للمجاهد آنف الذكر يؤكد فيها أنه بالرغم من معايشته للأحداث ولو من بعيد إلا أنه حقق في القضية. لكن الذي يطلع على ما كتبه "أتومي" وما قاله بالتسجيل يجد أنه لا يرقى بأن يكون تحقيقا كما يدعي، وهنا لست في موقف أتهم فيه الرجل، إذ أن الباحث الحقيقي الذي يسعى للوصول إلى مراده وهدفه المنشود لا بد له أن يتجرد من الذاتية، ويجتهد في الموضوعية، لأن التاريخ بالأساس "علم"، ويجب أن يكون مُلِمًا بالموضوع من جميع جوانبه قبل أن يصدر أحكامه فيه، لكي لا يقع فيما بعد في متناقضات تنسف جهوده. وهو للأسف ما جناه "أتومي"، بداية من حديثه يجب أن نفرق بين مجزرة "ملوزة" و"بني يلمان"، حيث قال إن "أرغود" قام بعملية إبادة ضد سكان ملوزة (أولاد جلال - ونوغة حاليا)، سقط خلالها نحو 80 مواطن. وتعرف هذه الحادثة لدى أهالي ملوزة (أولاد جلال) بـ"حادثة السوق"، التي يروّجون لها بهتانا وزورا على أنها وقعت بعد مجزرة بني يلمان يوم 28 ماي 1957، محاولة منهم إخفاء بعض الحقائق التي جرت وقائعها بالمنطقة وتوزيع التهم مجانا من وراء ذلك إلى سكان بني يلمان. جودي أتومي وغيره ممن يبحث ويهتم بتاريخ الثورة لا يعلمون أن الحادثة المذكورة كانت بسبب تدمير جيش الحركة الوطنية الجزائرية (MNA) لمدرسة فرنسية بقرية ملوزة (أولاد جلال) في النصف الأول من شهر ماي 1956. وهو ما عرّض السكان للإهانة والتنكيل بهم وربما التقتيل. وقد أكد "أرغود" ذلك في مذكراته عندما قال:"تم تخريب مدرسة في قرية ملوزة (أولاد جلال)، تم سحب خمسين (50) رجلا في ساحة القرية لكنهم يرفضون التبليغ عن مخربي المدرسة، يضيف "أثبت بندقية رشاشة ذاتية الحركة وأرغم الخمسين شخصا على الانبطاح على بطونهم أمام السيارة المصفحة"، أهدم اثنين من المشاتي بواسطة المدفعية يسكنها "فلاڨة"(وهم من المصاليين) معروفون ومبحوث عنهم عند الدرك، القذائف تمر على علو متر عن رؤوس الأشخاص المنبطحين. عند انتهاء العملية آمرهم بالوقوف في صف واحد وأطلب منهم الواحد تلو الآخر الترديد بصوت عال *تحيا فرنسا*".
وعندما توجه الأستاذ "زغبة" بسؤال لـلمجاهد "الباحث" عن صاحب ومصدر القرار أجابه أنه "مجهول"!!! وهنا تطرح أكثر من علامة استفهام على أتومي لماذا أراد إخفاء ذلك عمدا؟؟؟، وهو الذي كتب أن "حماي محند السعيد" خلال أحداث بني يلمان كُلّف بتسلم بريد من "سي ناصر" للنقيب أعراب الذي نقل أوامره للضابط الأول عبد القادر عزيل "السحنوني الدراجي الباريكي" [الأستاذ زغبة عبد المالك كتب أن جودي اتومي برأ الباريكي من المجزرة]، وهو ما أكده "أتومي" من أن الباريكي نفذ الأوامر. والأدهي هو أن "اتومي" لما سئل عن القرار الذي نفذ به الباريكي العملية ما إذا كان "مكتوبا" أو "شفويا" رد بنوع من الإنفعال "ماعلاباليش" (لا أعرف)، وبذلك يناقض ما جاء به في مؤلفه. ثم انتفض متوترا قليلا كأنما نشط من عقال قائلا "أنت من بني يلمان؟" فرد الأستاذ "أولاد دراج"، ليتبع "أتومي" ذلك بابتسامه خفيفة رسمت على محياه يفهم منها أشياء كثيرة...
لمشاهدة الفيديو
لمشاهدة وتحميل الفيديو من اليوتوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق