★ مدينة آشير الأثرية بالمدية(*) عاصمة التيطري..
في عام 324 هجرية (936م) أنشأ زيري بن مناد الصنهاجي مدينة آشير، التي كان فيها من الدور والقصور والمنازل والحمامات والمساجد ما حمل الكثير من السادة والأعيان والعلماء والأدباء على الإنتقال إليها فاستبحر عمرانها وضربت السكة بها. وقد قال عنها الإدريسي صاحب كتاب "نزهة المشتاق" مايلي:"..ومنها إلى أشير زيري مرحلتان، وهو حصن حسن البقعة، كثير المنافع وله سوق معروف، يجلب إليه كل لطيفة، ويباع به كل طريفة، ومنه إلى تامزكيدة مرحلة" أهـ. ويقول الدكتور موسى لقبال - رحمه الله - أن من أكثر المدن الصنهاجية(**) في المغرب الأوسط توجد في ولاية التيطري وهي "أشير بني زيري". وقد كان على عهد الفاطميين (296ه - 361ه / 909م - 972م) أربع ولايات هي: أشير، تاهرت، المسيلة، باغاية، وفي أيام الدولة الصنهاجية ضمّت الولايات الأربع إلى بعضها فأصبحت أعمال باغاية والقسم الشمالي من ولاية المسيلة إلى أشير، وجعل القسم الجنوبي من المسيلة إلى تاهرت فأصبحت بذلك الجزائر ذات ولايتين عظيمتين هما: أشير، وتاهرت. ويذكر "شارل أندري جوليان" في كتاب "تاريخ شمال إفريقيا" أن: أشير الصنهاجية هي اليوم مجرد ذكريات.
وبحسب ما جاء في كتاب "العبر" لـ "إبن خلدون" فإن "ونوغة" بطن من قبيلة صنهاجة. ونقل عنه هذا الضابط الفرنسي "Ernset Mercier" في كتابه "Histoire de L'afrique"، وقد حقق عبد الوهاب بن منصور في ذلك، فقال أن:"ونوغة بطن من صنهاجة مندمج في قبيلة بني مكلا قرب "يسّر" (بومرداس) شرقي الجزائر العاصمة". وذكر "ismaêl Hamet" في كتاب "Histoire du Maghreb" أن "ونوغة" من قبائل البربر البرانس (أنجفة). بينما تؤكد بعض الكتابات أن "ونوغة" لا تمثل عرشا أو قبيلة، وإنما هي منطقة جغرافية تقع شمال المسيلة في تخوم البويرة وسور الغزلان، وفيها خليط من عرب وبربر من صنهاجة مستعربين. والجدير بالذكر فإن "يلمان بن امحمد الادريسي الحسني الشريف" أسس قصبته على أرض صنهاجية. كما نشير إلى أن ابن خلدون ذكر ضمن جغرافة هذه الأخيرة (صنهاجة) قبيلة "بني انطاسن"، وهي كتامية!!!
-------------------------------------------
(*) المدية: يقول الحسن الوزان أنها مدينة بناها الأفارقة في تخوم نوميديا على بعد نحو 80 ميلا عن البحر، وتقع في سهل خصيب جدا، تحيط بها جداول ماء كثيرة وبساتين، سكانها أثرياء ويرتدون لباسا أنيقا ويسكنون دورا.
(**) إن الوسط الطبيعي والقبلي الذي عاشت فيه صنهاجة المغرب الأوسط، كان مزيجا بين البتر والبرانس، إذ تجاورها من الشرق قبيلة كتامة البرنسية الضاربة في جبال زواوة شرق المغرب الأوسط، في حين تحيط قبيلة زناتة البترية بأراضي صنهاجة من الجنوب والغرب
بقلم محمد نبار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق