إنشاء المركز العسكري ببني يلمان - تاريخ بني يلمان

أحدث المواضيع

هام


سكان بني يلمان ينتظرون الدولة الجزائرية الجديدة النظر في ملف قضية مجزرة بني يلمان ..فإلى متى ؟

Post Top Ad

السبت، 10 أغسطس 2019

إنشاء المركز العسكري ببني يلمان

إنشاء المركز العسكري ببني يلمان

في مذكرات "سعيد سعود" المدعو "لوتشكيس" التي قدم لها "أبو عبدو"، ذكر في الصفحة: 382 (أنظر الصورة رقم: 01)، أنه في سنة 1956 تم تأسيس مجلس أعيان بالمنطقة، هذا الأخير قام بعقد إجتماع يوم 17 مارس من نفس السنة، حيث تم الإتفاق فيه على طلب الحماية من فرنسا، وكذلك دعوة السلطات إلى إنشاء وتشييد مركز عسكري على تراب بني يلمان، وهو ما تمت الموافقة عليه في إجتماع يوم 19 سبتمبر 1956، عندما تم التأكيد على إنشاء المركز بعين حميان (أنظر الصورة رقم: 03). 
لا ينكر "لوتشكيس" أنه كان واحد ممن شارك في جريمة بني يلمان يوم 28 ماي 1957 وهذا بشهادته هو التي قال فيها أنه انطلق مع وحدته من عرش الخرابشة (تارمونت حاليا). وفي أثناء تحركاته وتحركات منفذي الجريمة عندما كانوا يقومون بعملية التجميع تلك كانت هناك طائرات فرنسية تحرس المكان والقوات البرية بقيادة النقيب الفرنسي غامبيط توفر لهم الحماية كذلك. وهنا لا بد من طرح السؤال التالي: أين كان مسلحوا المركز الذي أنشئ عام 1956 ببني يلمان!؟ وأين هي الحماية الفرنسية التي طالب بها الأعيان من هذه الجريمة التي نفذت دون أن يصاب جندي واحد بأذى!!؟
وما ذِكر لوتشكيس لتاريخ 19 سبتمبر على أنه يوم تمت فيه الموافقة على إنشاء مركز عين حميان إلا من قبيل المكر والخبث المبطن الذي يمرره من خلال ورقات المذكرة. ففي النصف الثاني من شهر سبتمبر 1956 داهمت القوات الفرنسية مشتى القصبة وألقت القبض على بعض رجالها، حيث قامت بإعدام "محمد بن جديدو" بعين المكان بعد تعذيبه والتنكيل به، بينما أسرت 12 وقدمتهم إلى محكمة سطيف بتهمة إيواء ومساعدة الفلاقة، وأصدرت في حقهم سنة سجنا، وذلك يوم 01 أكتوبر 1956. وعلى أساس هذا أراد لوتشكيس بأن يلفت إنتباهنا عن هذه الواقعة الأليمة من صفحات تاريخ المنطقة بما قاله بخصوص تاريخ إنشاء المركز المذكور. 
هذا الأخير (مركز عين حميان) ومركز ملوزة (ونوغة حاليا) والخرابشة (تارمونت) كلها مركز تم تشييدها عقب مجزرة 28 ماي 1957، فبعد إنتشار نبأ الجريمة عالميا نقلت السلطات الفرنسية وحدات من قواتها العسكرية إلى كدية التراب وبالضبط ما بين مشتى حميان و مشتى الشهباء، وهناك تم البحث عن مكان استراتيجي يتم فيه تشييد المركز، فبحسب الشهادات فإن أهالي المنطقة طالبوا أن يتم تشييده بالقرب من مشتى القصبة، إلا أن السلطات الفرنسية فضلت أن يكون بالقرب من تجمع مشتى حميان ( المركز يبعد عن مشتى حميان بنحو 1,5 كلم تقريبا)، وقبل أن تبدأ الأشغال نصبت القوات الفرنسية خيامها (أنظر الصورة رقم: 02) بالقرب من مكان المركز حاليا (يعرف الحي اليوم بالأمير عبد القادر). وقد أخذ تسميته من العين التي توجد أسفله (عين حميان) بحسب الروايات. وما تجد إليه الإشارة هو أن المركز شييد على أنقاض برج المراقبة المعروف ببرج بومزراق. كما أن أول مركز أنشئ من بين هذه المراكز الثلاث هو مركز الخرابشة (تارمونت) بحسب "جاك فالييت" في كتابه "الحرب الجزائرية المصالية 1962 - 1954" الصادر عام 2001.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad